قوّة التعاطف

“من المستحيل أن تكره أي شخص تعرف قصّته.” – بويلان.

أتحدث كثيرا حول تطوير التعاطف، سواء لنفسك وللآخرين.

عندما تفهم لماذا يتصرف شخص ما بالطريقة التي يتصرف بها، فإنك تصبح قادرا أكثر على الشعور بالتعاطف بدلا من الحكم عليه.

عادة، عندما نحكم على شخص ما فنحن نتبنى جملة من الافتراضات. خذ الحكم البسيط: “ينبغي أن تكون في الوقت المحدد”. هل هذا صحيح؟

هل تعرف:
– إذا ما حدث شيء لا مفر منه قد منعها من الحضور في الوقت المحدد؟
– ما هي الدروس التي تتعلمها في حياتها بأن تكون متأخرة؟
– إذا ما كان الحضور في الوقت المحدد هو معيار مهم بالنسبة لها؟
– إذا كان إرشادها الداخلي يحفظها من تقاطع معين في وقت معيّن؟

خلاصة القول هي أنك لا تعرف، أنت لا تعرف مطلقا واقعيا ما ينطوي عليه مسار شخص ما في الحياة. لذلك ، فإن الجواب هو دائما ، “لا، هذا ليس صحيحا”. إنه فقط رأيك.

وجود تعاطف لا يعني أن عليك أن تتغاضى عن سلوك مؤذ لشخص ما، لكنه يعني أن لا تحكم على الشخص.

الآن أتصورُ أن البعض منكم يفكر، “ماذا عن المجرمين؟” أنا على استعداد للمراهنة على أن أبشع الجرائم يرتكبها ناس ارتكبت بشأنهم أمور بشعة عندما كانوا أطفالا. هل هذا عذر أو تبرير لسلوكهم؟ قطعا لا. ولكن إذا كنت تعرف قصتهم، فإنك ستشعر بتعاطف أكثر تجاههم. نحن نشاهد هذا في النظام القضائي، حيث يصدر القضاة حكما على فعل الفرد، في حين يبقوا متعاطفين مع الشخص.
قوّة التعاطف

أحكامنا اليومية ليست بهذه الرفعة. إنها في الغالب حول أشياء نعتقد أنه على الأشخاص الآخرين فعلها اعتمادا على قيمنا الخاصة، معاييرنا، أمانينا أو احتياجاتنا. إذن في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها تحكم على شخص ما، تمعّن في التفكير الحُكمي و اسأل نفسك، هل هذا صحيح؟ أيمكنك أن تعرف بيقين مطلق بأن ذلك صحيح؟ إذا لم تكن في جلد الشخص الآخر فالجواب يجب أن يكون – لا، هذا ليس صحيحا.

أضف تعليق