كل شيء في الحياة هو اختيار

 كل شيء في الحياة هو مسألة اختيار. هنالك فقط شيئان لا خيار لنا بشأنهما. لا يمكن لنا تجنب هاذين الشيئين مهما اجتهدنا في المحاولة. الأول هو أن علينا أن نموت. الموت هو يقين مطلق. و الشيء الثاني الذي لا خيار لنا بشأنه هو أنه علينا أن نحيا حتى نموت. و الآن افهم هذا- أي شيء آخر تظن أنه عليك أن تقوم به، أو أنك مجبر عليه، هو اختيار.

أنت و أنا نقوم بكل شيء لأننا نختار أن نقوم به. لا نستطيع تغيير واقع أننا سوف نموت أو أنه علينا أن نحيا حتى نموت. و لكننا نستطيع تغيير أي شيء آخر لأن أي شيء آخر هو اختيار. انظر إلى كل مجالات حياتك و أدرك بأنك تقوم بكل شيء في حياتك لأنك تختار أن تقوم به، ليس لأنه يجب عليك أن تقوم به. تذكّـر –الشيئان الوحيدان اللذان لا خيار لك بشأنهما هما: عليك أن تموت، و عليك أن تحيا حتى تموت. نقطة !

انظر إلى حيثما أنت في حياتك في اللحظة الراهنة. حيثما أنت هو أين ما تريد أن تكون. بشكل واعي أو لاواعي، أنت قمت باختيار. إذا كنت تريد الذهاب إلى أي مكان، عليك أولا أن تفهم أين أنت في اللحظة الراهنة. كثير من الناس يكذبون على أنفسهم حول “أين” هم، و ينكرون وضعيّتهم في الحياة. و لكنه من الجوهري بكل تأكيد أن تعترف أين أنت قبل أن تستطيع التقدّم.

هل أن حياتك تعمل وفق الطريق الذي تريده؟ هل أنت أينما تريد أن تكون؟ هل لديك الأشياء التي تريد أن تحصل عليها؟ إذا كانت الإجابة على أي من هذه الأسئلة هي “لا”، فانظر إذن إلى الثمن مقابل أن تكون أينما أنت. ما هي المتعة التي تنالها من إنكار نفسك؟ ما هي المتعة التي تنالها من أن تكون تعيسا؟ ما هي المتعة التي تنالها من أن تكون غير مرتاح و غير منتمي؟ ما هي المتعة التي تجنيها من التفكير بنظرة النقص و القصور؟

من المهم أن تذكّر نفسك أن كل شيء تقوم به في الحياة، سواء كان إيجابيا أم سلبيا، هو متعلّق بمكافأة أو بثمن. إذن انظر إلى الثمن. الملاحظة هي الخطوة الأولى لتغيير أي شيء. عندما تلاحظ، فأنت بصدد أخذ الخطوة الأولى نحو الحرية. و بينما أنت تلاحظ، فإنك تبدأ في رؤية أنماط التفكير الخاصة بك.

عليك أن تقول الحقيقة عن “أين” أنت قبل أن تستطيع التقدّم. إن كنت في ألم، اعترف بذلك. إن كان هناك شيء ما لا يشتغل، اعترف بذلك. هذا هو المبدأ الأساسي لجمعيات الإقلاع عن الكحول. عليك أولا أن تعترف بأنك كحولي قبل أن تستطيع التعافي من الإدمان على المسكرات. إذن انظر إلى حيثما أنت في اللحظة الراهنة، ثم قرّر أينما تريد أن تذهب. دع ذهنك مفتوحا لإمكانيات جديدة.

انطلق باتخاذ قرار

اللاقرار هو أيضا قرار. الهدف من الاختباء داخل عدم الحسم هو أن تكون محقا دائما. ما دمنا لا نعرف ما الذي نريده، سوف لن نكون مخطئين أبدا، لن نرتكب أي خطئ أبدا، و من ثم فإننا لن نخيب أبدا. لقد تمت برمجتنا منذ الطفولة على عدم القيام بأخطاء. بأن نكون مترددين يمكن أن نبقى أطفالا. اللحظة التي نقرر فيها أن نتحمّل أعباء حياتنا هي اللحظة التي نغادر فيها المنزل حقا.

من الأسلم أن لا نتخذ قرارات، أن نبقى مستترين، طفوليين و أن نأخذ التعليمات من الآخرين. اتخاذ قرار دائما ما يبوح بشيء ما عنك. اتخاذ قرار يخبر الناس عـمّن تكون. و بالتالي، فإن اتخاذ قرار أساسا يفشي سرا كبيرا. إذا كان غرضك في الحياة أن لا تكشف عمّن تكون، فستبقى إذن مترددا دائما.

سبب آخر لعدم الحسم هو الخوف من أنه قد يتوجّب علينا أن نسلّم في شيء ما. مثلا، إذا أردت أن تأخذ عطلة إلى هاواي، سيعني هذا أنه عليك أن تسلّم في الذهاب إلى الباهاماس في نفس الوقت بالضبط. اختيار هدف واحد يعني أنه عليك التسليم في الآخر. لو أنك حسمت بشأن طريق معيّن، فهذا يعني أنه قد يتوجّب عليك التسليم في مسالك أخرى. هذا يعني أنه لا يمكن لك أن تكون كل شيء، أن تفعل كل شيء، و أن تحصل على كل شيء في نفس الوقت. هذا يعني أنه لا يمكن لك أن تُـرضي كل الناس. عندما تقوم باختيار، فإنك تخوض مخاطرة رفض قيم بعض الناس. يمكن أن يرَوْك كما أنت في الواقع، لا على الطريقة التي يريدونك أن تكونها. بكلمات أخرى، ليس مثلهم. إذن بالقيام بلا شيء، فإنك قادر على الاحتفاظ بمحبّة و استحسان ناس مختلفين قيمهم متناقضة فيما بينها، و ترددك يساعدك في تجنّب محاولة تسوية وضعيات لا يمكن بأي حال أن تُسوّى.

كيف تلعب لعبة الحياة؟ -الدورة 2-

مرحبا !

نفتح لك الأبواب من جديد في نادي التطوير الذاتي عبر دورة ثانية من “العب لعبة الحياة!” في المركز الثقافي الطاهر الحداد.

إذا كنت قد مللت من حياة كلّها توتّر و ضغط و ألم و مرض و كفاح، لا تتحصّل فيها إلا على ما لا تريده، فهذه فرصة سانحة لتغيير الأمور جذريا. هذه فرصة لتتعلّم طرقا و وسائل تكفل لك تحقيق كل ما تريده في حياتك.

سأنطلق و إياك ابتداء من عشية الجمعة 23 نوفمبر 2012 و على امتداد 6 حصص أسبوعية في ورشات تفاعلية أشاركك فيها المعلومات و المعارف التي تسمح لك بإحراز النجاح في كل جوانب حياتك: صحتك الجسدية، علاقاتك، عملك، مالك و جانبك الروحي.

اضغط على الصورة لتأكيد التحاقك بالنادي:

أنا متحمّس للتفاعل و التشارك و النجاح معك في “العب لعبة الحياة!”

تنبيه: هذه ليست فقط ورشات للتفكير إيجابي أو لرفع المعنويات. كن مستعدا لتبديل كامل في نظرتك للحياة و لنتائجك في الحياة!

المقاومة

نحن نقاوم لأسباب عديدة، منها ما يتضمّن برمجة نفسية سلبية عميقة من طرف أولئك الذين يؤثرون فينا في طفولتنا، و منها ما يتضمّن الخوف من المجهول، الخوف من الفشل، الخوف من أن نُحَاكم من الآخرين، امتلاك وجهة نظر متشددة و متصلّبة، أو معاناة الانزعاج عندما نغيّر عادة ما.

نحن نعرف بأن علينا أن نتغيّر، و لكننا نميل إلى مقاومة التغيير بكل ألياف كياننا. مهما كان ما نقاومه فإنه يدوم بل غالبا ما يشتد، إذن فلماذا نقاوم؟ حتى و أنت تقرأ هذا المقال، فإنك ربما تمر بمقاومة في مستوى ما. قد يخبرك ذهنك بأن ما تقرؤه هو صائب، و لكنه لا ينطبق عليك، لأن الأمر في حالتك، هو مختلف. أنا آسف، صديقي، و لكنه نفسه للجميع. كلّما قاومت بأكثر شدّة، كلّما اشتد عليك أكثر أن تنطلق بالمستحيل إلى الممكن. في النتيجة، نحن نصبح أسوأ أعداء لأنفسنا. هذا شبيه بإطلاق الرصاص على أرجلنا في كل مرة نقول فيها لأنفسنا بأن شيئا ما هو مستحيل.
Are you resisting?

كلّنا نمتلك منطقة الراحة السلوكية الخاصة بنا. هناك جزء فينا يريد التغيير و التحرّك نحو حد الدائرة، و هناك جزء فينا يريد أن يبقى في الوسط، معزولا عن التغيير. فكّر في أي شيء قمت به. جزء منك أراد القيام به، و جزء منك هرب من التغيير. المشكل مع البقاء في الوسط هو أننا نواصل القيام بالمزيد مما كنا نقوم به من أجل المحافظة على الحالة كما هي. كلّما ملنا أكثر إلى البقاء في وسط الدائرة، كلّما ضيّقنا في خياراتنا.

البعض منا يتمسك بإحكام، و حتى بعنف، بأسس اعتقاداتنا، خائفا من أن تغيير نظرتنا قد يدمّر أسسنا. أذهاننا ليست مثل الأهرام، حيث لو أخذت قطعة من القاعدة سيهوي باقيها ركاما. أجل، علينا أن نتمسك بأفكارنا و ندفع بها بقوة في وضعية قابلة للنقاش، و لكن علينا أيضا أن نغيّر قليلا عندما يعطينا أحد ما معلومة جديدة أو مفهوما جديدا يؤكد تغييرا في نظرتنا. و هذه أكبر قوة في الشخصية.

قد تجلب لنا الحياة بعض الحصب للتعامل معه، أو أن مدّ الحياة و جزرها يمكن أن يجلب لنا كرة بولينغ و التي من المؤكد أنها ستجعل من ذلك الهرم يهوي ركاما. ألا يبدو الأمر مشابها لكرات البولينغ أو لجلاميد عملاقة تأتي تدحرج إلى حياتنا عندما نلقى بعضا من ضروب الدروس العظيمة لتعلّمها؟ عادة فإننا نفهم هذا بعد أن تجبرنا التجربة المزعزعة على بلوغ أعالي جديدة، على القطع مع منهجيّاتنا المظبوطة. ربما تجلب لنا الحياة مزيدا من كرات البولينغ عندما نبني حصونا من حولنا في محاولاتنا لإحراز اليقين و الأمان.

الخوف من المجهول يمكن أن يضايق التجارب الأكبر في حياتنا أو أن يعوق النتائج الأكبر التي يمكن أن نحرزها. لو أننا نتمسك بأسس معرفتنا بهذا القدر من التفحّص إلى حد أن القليل يمكن أن يبلغنا، فإننا نكون محدودين بذهننا الواعي. في كثير من الأحيان نسمع بأن خبراء علميين يقولون بأننا لا نستعمل كل دماغنا. للوصول أبعد بداخل أذهاننا، فإننا نحتاج إلى الذهاب وراء ما نعرفه و ما نظن أننا نعرفه. ذهننا الواعي يعرف ما نعرفه، مثل كيفية الطبخ أو كيفية تغيير إطارات في سيارتنا، و لكن الذهن اللاواعي يعرف أكثر بكثير. إنه يعرف كل ما سمعناه أو رأيناه على الإطلاق، رغم أننا نظن بأننا لا نتذكر تلك الأشياء. نحن فقط نحتاج إلى الوصول إليها من خلال تقنيات مثل استعمال التمارين الذهنية، تقنيات الاسترخاء، أو التمرين الجسدي.

ذهننا الواعي يعرف ما نعرفه و هو يدرك تلك الأشياء التي لا نعرفها ( مثل، أنا لا أعرف كيف أكتب برنامجا للحاسوب). نحن نميل إلى الظن بأننا لا نعرف الأشياء التي هي مدفونة بكل بساطة في مكان ما في أذهاننا اللاواعية لأنه يبدو أننا لا نستطيع استرجاعها في الآن. في الواقع، نحن قادرون على استرجاع أي معلومة بداخل أذهاننا. قد نظن أحيانا بأن فكرة ما هي مبتكَرة، في حين أنها في الواقع يمكن أنها قد دخلت أذهاننا من مصدر آخر في وقت آخر.

عندما نخرج بأفكار مبتكَرة حقا، فإن العبقرية فينا تأتي إلى الأمام. نحن ننقر على المعرفة الكونية، حيث عانق آينشتاين أفكاره المتألقة. هذا يحدث في الذهن الواعي الأعلى. ذهننا الواعي الأعلى هو مركز قوّتنا، و هو يعرف الطريق الأمثل لنا، عالم من الأفكار المطلقة التي لا يمكن أن تكون خاطئة. هذا المصدر، الذي نستطيع أن نتصل به حسب مشيئتنا، يمنحنا دائما المعلومات التي نحتاجها لتقودنا بعيدا عن الأماكن القاحلة إلى مجالات أكثر إنتاجية. ويليام جايمس يسمي هذه القوة المتعالية بالذهن الواعي الأعلى، إيمرسون يشير إليها بالذهن الكوني. مهما كان ما تسمّيها، اعلم فقط أنها توجد بالفعل، و لكونها تعرف دائما االطريق الأمثل لك، فإنك تستطيع أن تنقر على الكامن اللامحدود فيها لتلقّي الأفكار الخلّاقة التي تحتاجها لحل مشاكلك.

الذهاب أبعد من التفكير الإيجابي

عندما يقتحم مرض ما -أو أزمة ما -أو صدمة ما – حياتنا، يُقال لنا بأن نتخذ موقفا إيجابيا. و رغم أن هذا قد يبدو منطقيا في الظاهر، فإنه علينا أيضا أن نسمح لأنفسنا بأن نحس بأننا مكتئبون، عاجزون و غاضبون. هذه مشاعر مهمّة، تماما مثل السعادة و الفرحة. مبدأ المتناقضات المتكاملة يعلّمنا بأن هناك وجها مناقضا لكل شيء. أعلى و أسفل، سعيد و تعيس، و الأمل و اليأس كلّها أوجه مهمّة لشخصية صحيّة.

الفرد الذي هو إيجابي دائما غالبا ما يستعمل ذلك كطريقة للتغطية على المشاعر “الكريهة” مثل الغضب، الحزن، القلق و الاكتئاب. هذا الشخص هو بالضبط غير متوازن نفسيا مثل الشخص الذي ينغمس في هذه المشاعر السلبية. الحياة الحقيـقـيّة هي حول إحساس الأعالي و الانحدارات و معرفة أن هناك شيئا ما جيّد و إيجابي ليكون موجودا أثناء مشاعر الحزن و الخيبة. كيف أيضا يمكننا أن نتأمل طرقا مختلفة للنظر في الوضعيات و القيام بتغييرات و تحسينات إيجابية ؟

رغم أنه قد يكون من غير المريح إعادة النظر في شيء ما غير موات قد وقع في حياتنا، فإن بعضا من أفضل القرارات التي اتخذناها مطلقا قد تحقّقت في أوقات عصيبة. نحتاج إلى أن نعترف بمثل هذه المشاعر و أن ندعها تحدث من أجل العمل من خلالها. السماح، بدل المقاومة، هو ما يرتقي بنا إلى قمم جديدة.

بعض الناس يبالغون في استشرافهم الإيجابي إلى درجة أن يكونوا غير واقعيين و هم في خطر التغافل عن الشراك التي يجب تفاديها. الموازنة بين هذه المتناقضات المتكاملة هو مثل الرقص، و الرقص يصير أسهل عندما نفهم ما الذي نستطيع فعله بالتبصّر الذي نكسبه من الرقص.
بدون مثل هذا التبصّر، فإننا نفشل في أن نرى بوضوح أين نحن و أين نريد أن نذهب. إذا كنا لا نعرف أين نحن، فإننا بالتأكيد لا نستطيع توجيه سفينتنا نحو الاتجاه الصحيح.

ما الذي تعتقد بأنه قد وقع طوال زمن حياتك لو أنك لا تعدّل اعتقاداتك الخاطئة؟ على امتداد الوقت، إلى أي مدى خارج السبيل تعتقد بأن ذلك قد أخذك؟ انظر إلى حياتك في هذه اللحظة. هل أنت على السبيل؟ تخيّل كيف ستكون عليه الأمور في السنوات الخمسة أو العشرة القادمة. كم ستكون مرضية لك آنذاك؟
إذا كانت حياتك ليست على الطريقة التي تريدها فذلك لأنك لم تقم بالتعديلات الضرورية.