كيف تحصل على كل الوفرة التي تستحقها؟

هدفي هو أن أجعلك تفكّر! أن تفكّر حقا بما تفعله بحياتك ولماذا لا تمتلك كل الوفرة التي تستحقها. الوعي هو دائما الخطوة الأولى للتغيير. الدروس التي أتبادلها معك هي حول الوعي. لك أن تختار ما تريد القيام به مع وعيك الجديد.

إذا نظرت إلى الدراسات الاجتماعية والاقتصادية للأسر ذات الدخل المنخفض، فسوف تجد أنه قد يكون لديهم نسخة من الكتاب المقدس أو المستفسر الوطني في منازلهم. إذا ذهبت إلى منزل ذو الدخل المتوسط ​​سوف تجد بعض الكتب مع مجلة القيل والقال بارزة في غرفة الجلوس. ولكن ماذا تعتقد أنك سوف تجد في الأسرة ذات الدخل المرتفع؟ مكتبة من الكتب غير الخيالية.

أي كتب تقرأ ؟

لذا فإن السؤال الذي يجب أن نطرحه هو: هل أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي هو الذي يحدّد ما يقرؤه الناس أم أن ما يقرؤه الناس يؤدّي إلى الوضع؟ أنا سأضمن لك بأن الإجابة هي الأخيرة.

جميع القادة العظام هم قرّاء. أنت لن تنمو روحيا، عاطفيا أو ماليا من خلال مشاهدة الأخبار التلفزيونية وقراءة الصحف. تذكر، لا يوجد سوى شيئين يمكنك فعلهما بقوّتك الدماغية من حيث صلتها بالوقت. يمكنك إما قضاء الوقت، أو استثماره. الوقت المقضي (المُبدَد) قد ذهب إلى غير رجعة. الاستثمار في شكل التعلم يخلق فائدة على مدى الحياة ليس فقط في المعرفة، ولكن في الدخل أيضا. قرّر الآن أنك ذاهب لاستثمار أعظم مدّخر لديك، الذي هو وقتك، في تعلم و دراسة الأشياء التي سوف تجتذبك أقرب إلى رغباتك.

الاعتراف و كسر عادة التبعية

التبعية هي عبودية باتفاق متبادل. هذا مخز على حد سواء للشخص الذي هو تابع و للشخص الذي هو معتمَد عليه. كلا الطرفان يفتقران إلى التعويل الذاتي لذلك تزدهر مثل هذه العلاقة على الاستغلال المتبادل.

أكثر وجه مؤسف للتبعية هو أنك عندما تظن أنك تابع لفرد آخر – فأنت كذلك! أنت تهمل تطوير التعويل الذاتي الضروري كي تلاقي و تحل مشاكلك الخاصة.

علامة مؤكّدة للتبعية هي عندما تنظر اعتياديا إلى الآخرين بأنهم أعلى. اللحظة التي تبدأ فيها بمقارنة نفسك مع أي أحد فأنت تعرّض نفسك لعبودية بسيكولوجية.

عادة الاتكاء و التبعية هي جد متأصّلة في بعض الأفراد إلى حدّ أنهم يتنازلون عن كل السلطة الشخصية لصالح شخص، فلسفة أو دين. هم يحسّون بأنهم سيكونون آمنين لو أنهم يستطيعون أن يجدوا شخصا، تنظيما أو دينا يمكن لهم أن يتعلّقوا به بإخلاص أعمى. هم يسمحون لهذا الشخص، التنظيم أو الدين أن يكون مسؤولا عن سعادتهم. و، بالطبع، هذا يتضمن ترف الحصول على أحد ما أو شيء ما للومه كلما يقع الفشل.

الفرد المتّكئ، التابع هو تحت رحمة أولئك الذين من حوله. معتقدا أن الآخرين هم أذكى منه، فهو دائما يبحث على أحد ما ليتكئ عليه عندما تواجهه مشكلة جديدة. خاضعا إلى أولئك الذين يعتمد عليهم، فإن نصيحتهم تصبح أمرا يحس نفسه مجبرا على إتباعه. و غالبا هناك أكثر من “ناصح” واحد لذلك هو في حالة إنهاك دائمة بما أنه يحاول أن يقرّر نصيحة من يتّبع.

النصيحة هي في كل مكان. أكثرها هو مجاني و لا يستحق ثمنه. لديك عادة بضعة “ناصحين مجانيين” أو أكثر و الذين هم أكثر من سعداء بأن يعطوك رأيهم. لكن بما أن الآخرين هم عموما منهمكون في مشاكلهم الخاصة و لا يعرفون ما “يستحسن بك”، “يتعيّن عليك” أو “يجب عليك” حقا أن تفعله، فإنك تنال دوما النصيحة الخطأ.

بالفعل، قبول النصيحة من أحد ما غير مؤهّل لإسدائها هو مثل الذهاب إلى الرصّاص لتثبيت أسنانك. أكثر الناس لا يستطيعون حل مشاكلهم الخاصة، إذن كيف يستطيعون نصحك بفعل ما لم يكونوا قادرين على إنجازه بأنفسهم؟

التغلّب على التبعية ليس سهلا. تم تكييفنا منذ الطفولة على التطلّع إلى الآخرين من أجل خيرنا، إرشادنا و حكمتنا. لكن، في حين أن التبعية تلعب دورا في تنشئتنا و تربيتنا، لم تكن مقصودة أبدا لطمس الهوية الفردية. كل واحد منا هو مولود و فيه القدرة الفطرية على حل أيّما صعوبات تعترضنا.

اقرأ هذا و سجّله جيّدا. لا أحد يستطيع مطلقا أن يخذلك إن لم تكن متكئا عليه. لا أحد يستطيع أن يجرح مشاعرك، يجعلك تعيسا، وحيدا، غاضب أو مخيَّبا إن لم تكن تابعا له في خيرك، إلهامك، محبّتك أو تحفّزك.

الشخص الذي هو معوّل على ذاته لا يحتاج أن يجد أستاذا ليتكئ عليه. هو قادر أن يلاقي تحديات الحياة بثقة و قوّة بالنظر في كل وضعية على ضوء الواقع. هو يرى الأشياء كما هي، لا كما يودّها أن تكون، و يرفض أن يترك حياته مسودة بمقاومة الواقع.

 ما إن تطوّر التعويل الذاتي، لن يكون عليك أن ترجئ، تهرب أو تتملّص مما يواجهك لأن لديك الثقة على ملاقاة كل وضعية في الحياة باتزان و تأكّد ذاتي. أنت حر من الانشغال لأنك تعرف أنك في تحكّم تامّ. أنت لست منفصلا عن مصدرك للقوة. أنت لا تحتاج جرعات مكرّرة من الإلهام و الاستحثاث من الآخرين لتفعل ما عليك أن تفعله. عوضا عن ذلك، أنت تمضي عبر الحياة مع الاستيعاب بأن القوّة الداخلية فيك هي أكبر من أي مشكلة تواجهك.
Self-reliance

التغلّب على الحاجة للتلاعب

كطفل، لم تكن تعرف و لا تهتّم بما يجري في العالم من حولك. همّك الوحيد كان رفاهيّتك الخاصة. الضعف جعلك معتمدا على ما سوف يعطيه و يفعله لك الآخرون. سعادتك الكبرى كانت أن تكون مُطعما، مُحتضنا و مُدلّلا. همّك الرئيسي كان أن تحصل على أكثر ما يمكن من الانتباه.

اكتشفت بسرعة أنك، إذا انطلقت في البكاء، تستطيع أن تستدعي كهلا ليهتمّ بحاجياتك. حتى إذا كنت قد أصبت بالملل لا غير، تستطيع أن تنطلق في البكاء و أحد ما سيظهر ليؤاسيك. الابتسام، أيضا، يشتغل جيّدا بشكل ممتاز. إذن فقد تعلّمت باكرا أن تبتسم عندما تكون مُنتقى و أن تبكي عندما تكون مُلقى.

Master of manipulation

هذا التمرين البسيط في التلاعب هيّئ النسق لبقية حياتك. طفولتك بأكملها صُرفت في تطوير مهارات سوف تصنع انطباعا جيّدا لدى الآخرين و تؤثر عليهم ليمنحوا انتباههم لك. هكذا، حتى في هذه النقطة المبكّرة في حياتك، فقد كنت تبرمج نفسك لتعتمد على استحسان الناس الآخرين، و أن تشعر أنك مرفوض عندما يستهجنك الآخرون. كطفل، سلوك كهذا كان معذورا، لكن، ككهل، هذا محبط ذاتيا. إن كنت مازلت تتلاعب بالآخرين ليفعلوا ما أنت قادر بشكل كاف أن تفعله بنفسك، فإنه لا يمكنك أن تعتبر نفسك ناضجا شعوريا.

عادة متنامية في ثقافتنا هي أن تفعل أكثر و أكثر لطفلك و تتوقّع أقل و أقل. ذنب الآباء هو أنهم يخدعون بشكل غير مقصود ذريّتهم بأن يسمحوا لهم بأن يكونوا معتمدين على أشياء يستحسن أن يفعلوها بأنفسهم. بصرف سنواتهم الثماني عشر الأولى متّكئين و معتمدين على الآخرين فإن الأطفال هم ملقون في دور سجناء مع امتيازات السلوك الحسن. من المثير أن تلاحظ أن هذه هي ظاهرة إنسانية. قريبا بعد الولادة، كل أنواع الحيوان الأخرى تدفع بصغارها إلى العالم حيث يتعلّمون الاستقلالية مبكّرا.

الهديّة الأكبر التي يمكن أن يعطيها أي أب لأبنائه هي أن يساعدهم ليصبحوا واثقين ذاتيا بأن يجعلهم معوّلين ذاتيا. يستحسن أن يكون الأطفال قد أعطوا الكثير من المسؤوليات كما يستطيعون أن يتعاملوا معها في أي مستوى عمري. فقط من خلال الاستقلالية سوف يتعلّمون الفرحة و الامتياز و الكرامة الإنسانية للوقوف على أقدامهم.

إنها مسؤولية أساسية للأبوين مساعدة الأطفال القيام بالانتقال السلس من الخضوع إلى التعويل الذاتي. يستحسن أن يسمح للأطفال بأن يقوموا بأخطاء و يتعلّموا منها. و إلا، سيكون غير عجيب، لاحقا في حياتهم، عندما يتوجّب عليهم أن يقوموا بشيء بمفردهم، أن يقولوا ، ” لا أستطيع أن أفعلها!” ما لم يكونوا متأكدين من النتيجة، فإنهم يرفضون محاولة أي شيء لأن آباءهم المبالغين في الحماية قد يسّروا لهم دائما هذه الطريقة.

كل مرّة تقوم بشيء يكون أحد قادر أن يفعلها لنفسه، أنت حرفيا تسرق من ذلك الشخص. كلما تهتم أكثر بأحد ما، كلما توجّب أن تكون متيقظا أكثر كي ترى أنك لا تحرمهم من فرصة التفكير و الفعل لأنفسهم، مهما كانت العواقب المادية و الشعورية. هذا صحيح ليس فقط للعلاقات الآباء-الطفل، لكن في الزواج، العائلة و كل العلاقات بين الأشخاص كذلك. نحن لا نستطيع أن نحيا حياة الناس الآخرين أو أن نتحمّل أعباءهم، مهما كثر حبّنا لهم.

النزاهة – مازالت السياسة الأفضل

النزاهة كانت الأفضل دائما و دائما ستكون الأفضل. ممارسة النزاهة هو على أهميّة بالغة لتكون في موضع جذب الحظ الجيّد و النصيب الجيّد. للأسف، فإن العديد لا يستوعبون هذا، خصوصا إذا كان المال في الموضوع. الناس المخادعون يعتبرون أنفسهم محظوظين بصرف النظر عن الأسلوب الذي يتدبّرونه “للربح.” بالنسبة لهم، المعيار الحقيقي للحظ هو الثروة الماديّة. هم يبرّرون عموما أعمالهم بالإلحاح بأنه عالم ذئاب و “حوت يأكل حوت”، ممّا، طبعا، يجعل من الضروري لهم نيل مهما كان ما يستطيعون من أجل البقاء. في هذه الأيام، النزعة إلى اعتماد تكتيكات مخادعة لأغراض الكسب الشخصي هي واسعة الانتشار.

ففي حين أن جميعنا لدينا أفكارا مخادعة أحيانا، خاصّة عندما تشتغل أذهاننا وفق قالب “البقاء”، فإنه من السخيف الاعتقاد أن هناك أي كسب طويل المدى ليتحقّق بسلوك المخادعة.

تأمّل حياة سارق بنك مُدان. في سيرته الإجرامية، يمكن أنه قد سلب العديد من آلاف الدينارات من الآخرين لكن، في النهاية، فإنه قد سلب أكثر من نفسه. ماذا تفترض أنه سوف يكون الآن راغبا في الدفع من أجل أن يستردّ حريّته؟ بلا شك، كل مليم قد سلبه مطلقا، و الكثير الكثير إضافة لذلك.

لو أنك حاليا تعرف أفرادا مخادعين يبدو أنهم “ينالون كل شيء،” ربّما تعتبرهم محظوظين. لقد عرفنا كلّنا ناسا يظهر أنهم يحيون بترف في حين أن بقيّتنا تعمل طويلا و بمشقّة لما لدينا. ماذا لدينا؟ أفضل حتى، ماذا لدى الآخرين حتى نحسدهم عليه؟

كل يوم يعيشونه، فإن الناس المخادعين يضعون أنفسهم عرضة للوم الاجتماعي، المدني و الإجرامي. ثم أيضا، هم غالبا معذبون بطريقة بسيكولوجية و روحية. خلال مدة من الزمن، فإن خداعهم يدمّر قدرتهم على المحبة و الصداقة لأنهم يعتقدون بأنه لا أحد يمكنهم أن يأتمنوه حقا. أي شخص ذو طبع ملتو هو متيقن بأن يرى الآخرين على ضوء مماثل. لهذا السبب لوحده، فإنهم غبر ميّالين لأن يصبحوا قريبين من أي أحد، مما يتسبّب لهم حتميا في أن يقضوا حياة وحيدة و منعزلة.
The Pinocchio Effect

بعد إعادة النظر، هل مازلت تعتقد أن الناس المخادعين لديهم أي أفضلية حقيقية؟ أو أي شيء تماما جدير بأن يُمتلك؟ ألا تفضّل عن ذلك أن تنام مرتاح البال ليلا؟ ألا تفضل أن تكون مُحاطا بالعائلة و الأصدقاء المحبوبين، آمنا بالمعرفة بأنه ليس لديك أي سبب شرعي لتبحث دائما أعلى من كتفيك؟ أنا متأكد أن الإجابة النزيهة لهذا هي، “نعم.”

مشكلتنا

أكتب هذا المقال و أنا منزعج من واقع البلاد. لست متابعا شرسا للأحداث “الوطنية” و تغيب عني كثير من التفاصيل. و لكن بحكم عملي و التصاقي المباشر بالمواطنين بمختلف شرائحهم قد أستطيع عرض أهم المشاكل في البلاد و اقتراح بعض الحلول الناجعة و السهلة.

أولا، هناك خلل ذهني و شعوري لدى أكثر التونسيين. و هذا الخلل مردّه التربية و التعليم و المحيط التونسي. نحن نتوارث مجموعة لا بأس بها من العقد و المكبّلات لعل أهمّها: أنا ضحيّة. أنا مذنب. أنا فقير. اخطا راسي و اضرب. الحياة ظالمة. الدنيا صعيبة. الهروب إلى الدخان و الكحول و الزطلة و الانترنات. انظر كيف أني أفضل من الجميع. أنا على صواب و الباقي جميعهم مخطؤون. كلامي و فكري هو الحق و ما عداه باطل. يجب أن أستغلّ الموقف لصالحي و آخذ أكثر ما يمكنني الآن. أنا لا أخطئ مطلقا. يجب أن أبدو كاملا في نظر فلّان أو علّان و إلا فإني سأفشل. و إذا فشلت فتلك نهايتي.

ثانيا، هذا الخلل في الأفراد يشمل حتما الأفراد الذين يمارسون السياسة و الصحافة و الإدارة في بلادنا – و غيرها من القطاعات. لست هنا بصدد تعدادها. المهم أن ما يبدو عويصا في التلفاز و الإذاعة و الفايسبوك من “عيوب” لدى “ممارسي السلطة” هو ليس إلا تضخيما لباقي أفراد المجتمع. وسائل الاعلام تستعمل قدرتها على الانتشار لتكريس إحساس بالخيبة و الإحباط لدى الجميع. نحن نضيّع أكثر الوقت في اجترار المشاكل و تبادل انزعاجنا منها، مع غياب اقتراح الحلول، و مع غياب تنفيذ الحلول.
ثالثا، ما يضحكني و يؤسفني في آن واحد هو فكرة الدولة و فكرة السلطة. تمّت برمجتنا على أساس أن الدولة هي الراعية لنا و لمصالحنا. في الواقع، قد تكون الدولة هي آخر من يهتمّ بشأننا. نحن مثلا نتوهّم أن هناك سلطة تنفيذية. أجل، قد تكون هناك سلطة تنفيذية، و لكنها ستنفّذ ما يحلو للممسكين بزمامها. سوف تلقي القبض على من ترى فيه مجرما و سوف تسرّح من ترى فيه بريئا. سوف تجني الضرائب و الرسومات من تفتوفة المال التي نلملمها. سوف تبيع بلادنا لصندوق النقد الدولي خوفا و غباء لأنها لا تمتلك أسطول الجيش الذي يمتلكه ربان هذا الصندوق و لا الشجاعة لطباعة ورقاتها النقدية بمفردها.

رابعا، هناك إحساس بالعجز. لكأننا عاجزون لأن الساسة هم عاجزون. في الواقع، فإن الساسة هم جبناء و أغبياء. حتى الانتهازية التي يمارسونها هي مكشوفة و مفضوحة. ففيما عجزنا إذن؟ لا أدري بشأن النص الديني في حد ذاته، و لكني متأكّد بأن تأويله و فهمهه بالشكل الدارج يكرّس ذهنية عاجزة إلى حد بعيد. قد تكون قادرا على استنباط تأويل محفّز و تقدّمي منه، و لكني أتحدّث عن التأويل السائد: الله سيعاقبك. أنت مذنب و إلا لكنت في الجنة. كلّنا فقراء. القدر يتحكّم في حياتنا. نحن محكومون. أنت ناقص كما أنت. سوف تُحاكم اليوم أو في الآخرة.
الإحساس الذي قد تخرج به هو أن هناك شخصا ما –يُدعى “الله” لسبب أو لآخر – قاعد يستنّى فيك في الدورة. معناها انت تعمل عملة موش في الصراط المستقيم و هو يعطيك على راسك. توا و الا مبعد. و ديما يمشي. و في النتيجة فأنت في وضعية خوف دائم: خوف من الله. إحساس مزمن بالذنب و القصور و العجز و بأنك لا تساوي شيئا سيستفيد منه حتما أولئك الذين يساهمون في نشر هذا الفهم الديني. و أوّلهم رجال الدين السياسي.

كل هذا و غيره ينتج قطيعا من الأغنام التي لا تريد أن تخرج عن الولاء لمستعبدها لأنها لا تدرك أنها تستحق الحريّة.
.Our problem

و الآن، كيف نصبح سعداء و أثرياء و أحرارا في كل هذا؟

يجب أن يبدأ كل واحد بنفسه. صدّقني هذه ليست أنانية و لكنها منتهى الغيرية. أنت لا تستطيع مساعدة الآخرين إن لم تساعد نفسك. و إذا أعجبك هذا المقال و أحسست بأنك تشارك شيئا من أفكاره، اعمل على تناول هذه المواضيع مع نفسك أولا، ثم مع الآخرين.

لا بد من تأسيس حركة توعوية. أعلم أنك لا تمتلك وقت فراغ كبير و لكن لا بأس. حتى الدقيقة التي تصرفها في التفكير في ما تريده بدل التفكير فيما لا تريده – لنفسك و لبلدك- ستكون ثمينة و ذات فائدة. في الحقيقة فإن الأمر لا يحتاج إلى التفرّغ. بالعكس، فهو يحتاج لأن يُنجز بينما أنت منهمك في عملك، في علاقاتك. الآن. الأمر يحتاج لأن تكون أنت ملهما لغيرك.

اقرأ. طالع كل ما لا تعرفه عن التلاعب النفسي، البنى النفسية، الوعي و اللاوعي، التطوير الذاتي، فيزياء الكم، وغيرها. لا حاجة لأن تصبح مختصا في هذه المجالات، و لكنها ستكون فرصة لك لتغيّر الكثير من أنماط التفكير لصالحك. و حين تجد نفسك قادرا، ابدأ في مشاركة ما تعلّمته مع الآخرين. بهذه الطريقة تستطيع مساعدة الناس على التغيّر نحو ما يريدونه.

لا تنتظر أي “سلطة” لتقدّم حلولا أو لتنفّذ حلولا. ليس هناك أي سلطة عدا سلطتك أنت. لا تنتظر دستورا أو حزبا ليجعل العالم كما تريده أن يكون. المهمّ هو أن لا تبقى في وضعيّة انتظار. فلا أحد، للأسف، سيهتمّ بك. أنت فقط ستهتمّ بنفسك. انطلق في تنفيذ ما تراه حلّا لنفسك، ثم للآخرين.

البشرى التي أريد أن أختم بها هي أن تونس لن تصبح أفضل إذا لم نكن نحن أفضل. و لن نكون نحن أفضل إذا لم يكن كل واحد فينا أفضل. باختصار فإن الحل الجذري لتغيير واقعنا هو بتغيير برمجيّاتنا التي تخلق واقعنا. حينها سنحصل على السياسة و الأمن و الحياة و الحريّة و السعادة التي نبتغيها.

هذه عملية تطوّر و نموّ إنساني مستمرّة. و بالمناسبة فهذه ليست وصفة لحل المشاكل، لأن المشكل في الحقيقة، ليس مشكلا، و إنما كيفية تجاوبنا مع المشكل هو المشكل.

أملي أن لا يكون هذا مقالا تحفيزيا. هدفي ليس أن أن أجعلك متحفّزا، و لكن أن أشاطرك بعضا من أفكاري. و أهم فكرة أود أن أتقاسمها معك هو أن المعرفة ليست قوّة. بل التطبيق هو القوّة.
بإمكانك أن تعرف أشياء كثيرة، و لكن تطبيقك لها هو ما يصنع الفارق حقا.
شكرا لك على المتابعة.