هل تريد أن تكون كما تحب أنت أن تكون، بسرعة و سهولة ؟

ألم تملّ بعد من الضغوطات و التوتّرات التي تزداد وتيرتها يوما بعد يوم؟ ألا تلحظ معي أن المشاكل ما فتئت تتراكم تحاصرنا من كل جانب أكثر من أي وقت مضى؟ أليس أن الحياة عسيرة يصعب فيها تحقيق الثروة و الرخاء الذي تريد؟ إن كنت تريد أن تكون سعيدا و حرّا، محقّقا لذاتك كما تريد حقا أن تكون، فلتمنح لنفسك فرصة فعل ذلك معنا.

سنقوم بذلك من خلال 4 حصص فقط، بسيطة و ناجعة، فيها:

* الحصّة 1 : فيزياء الكمّ المفتاح لخلق مستقبلك – راقبْ ذهنك – القوانين الستة للذهن – تأمّلْ و ركّز – الإيحاء الطاقي للخالق الواثق.

* الحصّة 2 : الموجات الدماغية – الوعي و اللاوعي – اعرف ما الذي تريده حقا – خطّط لما تريده – النيّة و التأكيد.

* الحصّة 3 : الترابط بين القلب و الدماغ – ابذر و تصوّرْ – البرمجة اللغوية العصبية – الإجلاء السريع – تقنية الحرّية الشعورية.

* الحصّة 4 : الجسد و المشاعر – خريطة المشاعر – كيف تتعامل مع المشاعر – تقنية الإسلام.

صديقي، أنا أدعوك إلى الحضور معي في نادي “سعادتي و أنا” حيث سنتعلّم سويّا بشكل عملي و تطبيقي بحت كيف ندرك أنفسنا، نخطّط حياتنا، ننجز أهدافنا و نتخلّص من كل الاعتقادات و المشاعر التي تكبّلنا في طريقنا إلى تحقيق ذواتنا.

تستطيع الآن أن تنضم إلينا في النادي تحت لواء “جمعية التطوير و التواصل الاجتماعي” ابتداء من الأحد 03 فيفري 2013 على الساعة 11 و 30 دق  بالمركز الثقافي ابن رشيق بالعاصمة.
تابع الحدث على الفايسبوك !

أكّد مشاركتك عبر البريد الالكتروني:
comm.unik.social@gmail.com

مرحبا بك !

 Association de Développement et Communication Sociale

 

 

 

أنا لستُ مذنبا، أنت لست مذنبا

 

الذنب هو واحد من أكثر الضغوطات شيوعا في مجتمعنا. العالم هو ممتلئ بالناس ركّاب الذنوب. ما لم تكن واحدا من أولئك الأفراد النادرين الذين تغلّبوا على هذا الشعور الهدّام، أنت ربّما تتقاسم تشكيلة من الإحساسات بالذنب غير الضرورية مع الأغلبية الواسعة.

أكثرنا قد كُــيّف على الإحساس بالذنب. العائلة، الأصدقاء، المجتمع، المدرسة، الأحبّة و الدّين قد قلبونا بشكل واع أو غير واع إلى ماكينات للذنب. تم تنبيهنا منذ الطفولة إلى ما يسمى “سلوكنا السيّء” و صُنعنا لنحس بالذنب حول أشياء فعلناها أو لم نفعلها، قلناها أو لم نقلها. بما أن أكثرنا هو مكيّف على البحث عن الاستحسان من الآخرين، فإننا لا نستطيع معالجة الذنب عندما يكون مفروضا علينا من مصدر خارجي.

الذنب هو الأداة الرئيسية للمتلاعب. كل ما على شخص فعله هو جعلنا نحسّ بالذنب و نشعر بأننا مكرهون لاسترجاع مِنـنهم السمحة بأسرع ما يمكن. أكثر الناس يمكن أن يُتلاعب بهم إلى فعل بالضبط أي شيء لو أنه يمكنهم أن يُجعلوا شاعرين بالذنب كفاية.

لماذا نسمح لهذا بالحدوث؟ ببساطة لأن الذنب قد وقع ربطه بالاهتمام، لو أنك لا تهتمّ، فأنت “شخص سيّء”. الحقيقة هي أن الذنب لا علاقة له بأي شكل مع الاهتمام. على الأحرى، هو تجلّ لسلوك عُصابي، سلوك، بغرابة كافية، هو مقبول ك”عادي” من أكثر الناس. بكلمات أخرى، لتُظهر بأنك تهتمّ حقا، فأنت مُتوقَّع أن تحسّ بالذنب. إن لم تفعل، فأنت إذن لا تهتمّ حقا. هذا الخط الملتوي من التعليل يتحكّم في حياة عدد مهول من الناس.

من المثير ملاحظة أنه، في لقاءاتي، عندما أقول بأن الواحد عليه أن لا يحس مطلقا بالذنب، غالبا ما أواجه بهذا السؤال: “هل تعني بأنه لا يستحسن بي مطلقا أن أحس بالذنب حول أي شيء؟” طبعا، ما يحاول قوله هو أنه قد تمّ تكييفه جدّا على الإحساس بالذنب إلى حدّ أنه يحسّ بالذنب لعدم الإحساس بالذنب!

أفعال جد عديدة قد طُبعت بأنها “حسنة” أو “سيّئة” من بعض الأفراد، المجتمع، المجموعات الدينية هي لا شيء أكثر من أحكام قيمية أخلاقية معتمدة على مستوياتهم الحاضرة للوعي، و التي يمكن أن تكون فيها أخطاء. ما هو أخلاقي و صائب لك اليوم، يمكن أن لا يكون أخلاقيا و صائبا لك غدا في زمان آخر و في مكان آخر. لأن الأخلاقيات تختلف من مكان إلى مكان و من زمان إلى زمان.

القوانين التي هي معتمدة على الأخلاقيات هي ليست قوانينا كونية، لأن القوانين الكونية هي ثابتة. هي قليلة، بسيطة، نافذة في كلّ مكان، دائما، أوتوماتيكيا، بدون تدخّل أو حكم قيمي أخلاقي من أي مجموعة، دين أو أفراد. ليس هناك من قانون كوني ليدعم الذنب. تذكّر، الذنب هو تجاوب شعوري مُكتسب.

guilty !

هنالك عالم من الفرق بين الإحساس بالذنب و التعلّم من الماضي. المرور عبر حكم  بالذنب نبتلي به أنفسنا هو زلّة عُصابية يجب أن توقفها إن كنت تريد أن تطوّر ثقة ذاتية كاملة. الإحساس بالذنب لا يبني ثقة ذاتية. سوف يحجزك فقط سجينا في الماضي و يجمّدك في الحاضر. باللجوء إلى الذنب، أنت بصدد الهروب من مسؤولية العيش في الحاضر و التحرّك نحو المستقبل.

الذنب يجلب دائما العقاب. العقاب يمكن أن يتخذ أشكالا عديدة بالاشتمال على الاكتئاب، مشاعر عدم التلاؤم، النقص في الثقة الذاتية، اعتبار ذاتي هزيل، تصنيفة من الاعتلالات الجسدية و العجز على محبّة أنفسنا و الآخرين. أولئك الذين لا يستطيعون العفو عن الآخرين و يحجزون الامتعاض في قلوبهم هم نفس الناس الذين لم يتعلّموا مطلقا أن يغفروا لأنفسهم. إنهم الناس ركّاب الذنب.

محاولة تجاهل أخطائك هو مؤذ بالضبط كما هو مؤذ الاحتباس في الذنب الذي تسبّبت لك فيه الأخطاء. الأخطاء يستحسن معالجتها مثل نفض الغبار في العين. ما إن تعرّف المشكل، لا تشجب نفسك أو تحسّ بالذنب لوقوعك في المشكل. فقط نل الخلاص منه. كلّما أسرعت في فعل ذلك، كلّما أسرعت في أن تكون حرّا من الألم الذي يسبّبه لك. فقط آنذاك سوف تكون قادرا أن تحيى حياة خلاقة، تبني ثقة ذاتية و تعبّر على كامنك اللامحدود.

القوّة الهدّامة للمحاكمة القِيَمية

السبب الأساسي لأكثر العلاقات الإنسانية المتنافرة هو النزعة إلى فرض قيمنا على الناس الآخرين. نحن نريدهم أن يحيوا وفق ما قرّرناه نحن بأنه “صائب”، “سليم”، “حسن” الخ. إن لم يتطابقوا، نصبح ممتعضين و غاضبين، غير معترفين أن مستوى وعيهم يجعلهم عاجزين على الاستجابة.

إلى الآن، يجب عليك أن تستوعب بأنه لا شيء يمكن لنا فعله لتبديل قيم الناس، مفاهيمهم أو اعتقاداتهم إن لم يكن وعيهم مستعدّا لقبول التغيير. لا أحد هو مجبر ليتغيّر فقط ليجعل العالم مكانا أفضل لك أنت لتحيى فيه. يمكن للناس أن يزعجوك أو يغضبوك، و لكن حقيقة أنه ليس كل شخص يعترض على سلوكهم يشير إلى أن المشكل ليس خاصا بهم، بل بك. أنت بصدد مقاومة واقعم و ترغب في رؤية الأشياء لا كما تكون، و لكن كما تحبّها أنت أن تكون. هذه هي النقطة التي منها تبدأ في المحاكمة القيمية.

Value Judging

حافزك للكف عن المحاكمة القيمية يستحسن أن يشمل المعرفة بأن كل المحاكمات القيمية وفق “حسن و سيّء”، “صائب و خاطئ”، “سليم و معوجّ” لا أساس لها من الصحّة كلّيا لأن كل امرئ عليه حتميّا أن يفعل ما يتيح له المستوى الحاضر لوعيه بفعله – لا أكثر، لا أقل.

اقرأ هذا مرّة أخرى! دعه يصبح جزءا من وعيك. لو أنك تفهم تماما ما قد قيل، سوف لن تحس أطول بالحاجة إلى أن تقيم محاكمة قيمية على نفسك أو الآخرين.

ببساطة لتفادي المحاكمة القيمية للآخرين لأنه قد قيل لك بأن ذلك هو غير ملائم، هو غير كاف. يجب عليك أن تكف عن المحاكمة القيمية على  نفسك أولا، و آنذاك سوف تكف عن المحاكمة القيمية على الآخرين. هذا سوف يسمح لك بأن تبدأ بمحبّة نفسك و الآخرين. عندما تتعلّم محبّة و تقدير نفسك، سوف لن تكون أطول مُـطالِـبا ذاتيا و منتـقدا ذاتيا.

ما إن تبدأ في محبّة الآخرين كما يكونون هم، فإن الآخرين سوف يبدؤون في محبّتك كما تكون أنت. سوف لن يكون لديهم أي خيار آخر. فكّر في ذلك! من هم الناس الذين إليهم أنت منجذب أكثر؟ إنهم أولئك الناس الذين تعتبرهم أصدقاءك المقرّبين، الناس الذين، مهما عرفوا عنك، لا يصدرون مطلقا أحكاما قيمية.

السرّ لأن تُحِب و لأن تكون محبوبا هو أن توقف الحكم القيمي – إلى الأبد!

قبول الواقع

 

أنت دائما تفعل أقصى جهدك.

هل تفاجئك هذه الجملة؟ أكثر الناس هم مصدومون لمّا يسمعوها لأول مرة. لقد أُخبرت لسنوات بأنك تستطيع و يستحسن بك أن تكون “أفضل”. و في حين أن هذه هي مبدئيا نصيحة جيّدة، لو أنه سيُعمل عليها، يجب أن تُعتبر في سياق ما يؤلّف المستوى الحاضر لوعيك.

الحقيقة هي أنك لا تستطيع أبدا أن تفعل أفضل مما تفعله في هذا الآن. أنت محدود بفعل ذلك عبر مستواك الحاضر للوعي. أن تعرف أفضل لا يكفي لكي تفعل أفضل. سوف “تفعل أفضل” فقط عندما يتغيّر مستواك الحاضر للوعي.

من الأساسي الاعتراف بأنك ستكون سعيدا و في سلام مع نفسك فقط إلى الدرجة التي تقبل فيها بأنك تفعل الأفضل في الآن. ما إن تفعل ذلك، سوف لن تكون أطول عرضة للآراء المعادية للآخرين. على العكس، إن لم تُعجب بما يفعله الآخرون لأنه، في نظرك، هذا غير “منصف” أو “عادل”، لا تبرير لديك لإدانتهم أو لومهم أو جعلهم يشعرون بالذنب. الحقيقة هي أنه لا أحد – إما أنت أو الشخص الآخر – يستطيع أن يفعل “أفضل” من “أقصاه” في الآن.

يجب عليك أن تتعلّم قبول واقع الآن و استيعاب أنه ما من فعل آخر ممكن في الوقت.

الواقع هو نفسه لكل واحد. الفرق بين واقعك و واقع أحد ما آخر هو إدراكك له. ما من شخصيْن لديهما نفس الوعي. ما من شخصيْن لديهما نفس الخلفية و التجارب و بالتالي فإن طريقة إدراك الحياة، قيمهما، مفاهيمهما، اعتقاداتهما، افتراضاتهما و طموحاتهما سوف تكون مختلفة.

الواقع الشخصي لكل واحد فينا يتألّف من الخصائص الذهنية، الشعورية و الجسدية التي لا نستطيع تغييرها في هذا الآن المعطى. واقعك الشخصي، إذن، هو المجموع الجملي للمستوى الحاضر لوعيك: القيم، الاعتقادات، المفاهيم – الصحيحة و الخاطئة – التي تعتنقها في هذه اللحظة الآن. بما أن الإدراك هو دائما متلوّن و متأثر بالوعي، إذا كان وعيك خاطئا، كذلك هو إدراكك – حتى إن كنت متأكّدا بأنك محق.

كل قرار تتخذه و كل عمل تقوم به هو معتمد على مستواك الحاضر للوعي.     

لاحظ بأن كل مشاكلك الشعورية و معظم مشاكلك الجسدية هي النتيجة لمقاومة واقعك الخاص أو واقع أحد ما آخر، أو واقع وضعية، في الآن، أنت عاجز لكنك تريد يائسا تغييرها. رفضك أو عجزك على قبول الأشياء كما هي هو أصل المشكل. لو أنك تفحص معظم خيباتك و إحباطاتك سوف ترى بوضوح بأنك تقاوم شيئا ما لا يمكن أن يتغيّر فوريا.

نحن نقاوم الواقع، أو “ما يكون”، لأننا تحت الافتراض الخاطئ و الهدّام بأننا نستطيع تغييره. لكن الأشياء هي على الطريقة التي تكون في الآن الحاضر سواء أردنا قبول هذه الحقيقة أم لا. فقط عندما نستطيع الاعتراف بشكل واع بأن مرحلة خاصة من الواقع هي كما تكون في الآن الحاضر حينها نتغلّب على مقاومتنا لها.

مفتاح التغيير هو أن تقبل سلوك الناس الآخرين بدون الإحساس بأنه عليك بأن “تضعهم على الصواب”. يجب عليك أن تسمح لهم بالحرية الشخصية بأن يحيوا وفق وعيهم الفردي الخاص، مهما كان محرّفا و خاطئا. لفعل هذا، عليك أن تتعلّم أن تحب و تقبل نفسك أولا. إذا كنت مازلت تحاكم نفسك، سوف تحس بأنك مجبر على محاكمة الآخرين، بالتالي مقاومة واقعهم و المستوى الحاضر لوعيهم.

Tap on Acceptance

تستطيع أن تكون رحيما و متفّهما للآخرين فقط إلى الدرجة التي تكون بها رحيما و متفهما لنفسك.

إذا كنت غير واع بأنك تقاوم الواقع، فإنه ما من طريقة لك لتقطع هذه العادة الهدّامة. سوف تحسّ دائما بالحاجة لأن تحاكم الأشياء ك”جيّدة” و “سيّئة”، “صائبة” و “خاطئة”، “عادلة” و “جائرة”. سوف تعتقد بأن الناس و الظروف تتآمر ضدّك لأنك ترفض أن تواجه ما يكون. و بالتالي تحيى في عالم من التفكير الآمل حيث الأشياء “يستحسن أن تكون” لكنها ليست، على طريقة معيّنة.

إنها حقيقة حياة بيّنة بأن ما يحدث لك ليس تقريبا هاما على درجة الشدّة التي بها تقاوم واقع وضعية أو فرد خاص. لطرحها بطريقة أخرى، أنت لا تستطيع إعانة الطريقة التي تشعر بها إزاء الأشياء، و لكنك تستطيع إعانة الطريقة التي تفكّر بها و تردّ بها الفعل تجاهها. تستطيع أن لا تحب واقع وضعية، و لكن يجب عليك أن تقبلها في الآن الحاضر. بفعلك لهذا، سوف يكون لديك تحكّم في أفعالك و ردود أفعالك.

ليس على المرء أن يكون عملاقا ذهنيا حتى يرى أن مقاومة الواقع هي السبب في أكثر غمّ، صداع، امتعاض، عداء و مشاكل عائلية من أي شيء آخر. لا يمكنك بأي حال أن تحس بأنك مجروح شعوريا، أن تغضب، تمتعض أو تعنّف آخرا، و لا أنت تستطيع مطلقا أن تحس بأنك “أقلّ من” أو “مطروح أسفل” و مجروح من الآخرين بدون مقاومة الواقع.

الإدراك يؤثر في الإمكانيات

concave ou convexe?

ألق نظرة إلى الرسم أعلاه. الآن، دعني أسألك سؤالا. ما الذي تراه؟ هل ترى خطا محدّبا أم خطا مقعّرا؟ ما هو؟ البعض سوف يتجادل على إدراكٍ منهما. في المقابل، فإن للخط خاصيّتان. إنه محدّب و مقعّر على حد سواء. كلتا الخاصيتان هما نفسهما و يتواجدان جنبا إلى جنب. مثل نصف كأس الماء، الأمر كله هو مسألة إدراك. الإدراك يحدّ أو يزيد من قدرتنا على استعمال قوّتنا لحجز أنفسنا في وضعيات مستحيلة أو تغييرها. قبل أن نستطيع تغيير أي وضعية، علينا أوّلا أن نغيّر إدراكنا.

دراسة فيزياء الكمّ تبوح لنا بأن الأشياء لا تحدث فقط لنا – إنها ببساطة تكون. كل شيء في حياتنا هو سلسلة من الأحداث تنتظرنا لنعطيها معنى من خلال إدراكنا. عندما نشهد على فوضى أو دمار ظاهري، هل نحن نشاهد كونا، أمة، أو عالما خارجا عن السيطرة، أم أنه النظام اللامتناهي و هو يتكشّف لنا عبر تشويش وقتي؟ المفتاح الهامّ هو فهم أننا لا نستطيع إيقاف أو إعادة توجيه تدفّق الكون أو كيف تكون الأشياء أو ما الذي سوف يحدث. ما نستطيع فعله هو مراقبة ما الذي يفعله لنا و كيف يُحدث تغييرا في حياتنا.

ماذا عن المرض؟ هل السيدا هي عقاب من الله على سلوكنا “غير الشرعي”؟ هل نحن نخلق المرض كما تقترح بعض مجالات النفسيات و الميتافيزيقيا؟ أم أن المرض هو فقط تشويش فيزيولوجي وقتي للطاقة؟ أي دور يلعبه نردنا الجيني في كل هذا؟

علينا أن نتعلّم أن نرى الاعتلال، الدمار، الصدمة، و الفوضى لا كعقاب من الله أو منبّئ عن القيامة، بل كتعديل تطويري وقتي. أكثر من كل شيء، علينا أن نتعلّم أن نراقب كيف نتركه يؤثر فينا و كيف نستطيع تغيير تأثيره علينا. لا يمكن أن يكون هناك علاج بدون تعديلات تطويرية.

وضعيّاتنا المستحيلة هي متأثرة بما نظنّ أكثر من الطريقة التي تكون عليها الأشياء. إدراكنا للواقع، الذي يمكن تعريفه بما يكون، يؤثر في سلوكنا أكثر من الواقع نفسه. لذلك، فإنه ليس الطريقة التي تكون عليها الأشياء هي المشكلة، بل الطريقة التي نظنّ أنها تكون. فقط لأننا نظن أن شيئا ما هو كذلك، لا يعني أن هذا هو فعلا صحيح. الإدراك يشكّل كل شيء في حياتنا.

المشكل مع الإدراك هو أنه لا يؤثر فقط في الطريقة التي كانت عليها الأشياء و الطريقة التي تكون عليها، لكن في الطريقة التي سوف تكون عليها في المستقبل. إنها تحجزنا معطّلين لأننا نصرف وقتا كثيرا مدافعين على إدراكنا. دفاعنا يماهي غالبا حاجة مرضية للدفاع عن موقعنا. عندما نفعل هذا، فإننا عاجزون على اعتبار خيارات أخرى. أكثر طاقتنا هي مستعملة للتحضير للدفاع أو للردّ مثل لماذا الأشياء هي كما هي، و لماذا لا نستطيع التغيير.

إدراكنا للواقع يتشكّل من مصادر ثلاث: الوعي، الشطب، و التحريف. الوعي هو ما عُرّضنا له و ما بُرمجنا عليه من العالم الخارجي و الداخلي. التشطيبات هي تلك الأجزاء من الواقع التي تجاهلناها أو لم نجرّبها. الأمر مماثل لأن تكون معدّلا على ذبذبة راديو معيّنة ماحيا كل الذبذبات الأخرى. هذا لا يعني أن تلك الذبذبات لا توجد، إنه يعني فقط أننا لسنا واعين بها. التحريف هو المصفاة التي من خلالها نرى الواقع. إنها الافتراضات التي نقوم بها عن الأشياء مثل الحياة، الله، و ما عليه الآخرون. قراراتنا و أفعالنا هي معتمدة على هذه الافتراضات، و التي هي غالبا محرّفة عبر مصفاتنا للشطب (عدم امتلاك ما يكفي من المعلومات). تحريفاتنا و تشطيباتنا بالتالي تؤثر في وعينا بالواقع.

التحرّك من المستحيل إلى الممكن يتطلّب أن نغيّر وعينا. يمكننا أن نقوم بهذا عبر اختيار واع، أو قد يكون مفروضا علينا كنتيجة للأحداث في حياتنا. نحن نميل إلى النظر إلى الأشياء بشكل مختلف بعد طلاق، موت، خسارة مالنا، فشل في امتحان، أو خسارة عملنا أو تجارتنا. هذا ينال انتباهنا و يبدّل وعينا. سواء أحببنا ذلك أم لا، فإن هذه الأحداث هي مصححّة ذاتيا و تؤدّي بنا إلى تغيير تفكيرنا و سلوكنا.

ما نناضل من أجله هو الوعي المدرك عبر الاختيار. إنه التزام واع بتغيير وضعياتنا المستحيلة إلى فرص ممكنة. هدفنا في الحياة يستحسن أن يكون تحويل ما نعرفه إلى نتائج إيجابية. من أجل تحقيق نتائج إيجابية نحتاج إلى ترجيح قراراتنا لنرى إن كانت تخدم الآخرين و تخدمنا بطريقة إيجابية. هذا يتمّ من خلال الوعي و التصحيح الذاتي.

تغيير إدراكنا يتطلّب أيضا أن نكون منفتحين على التمدّد، لا أن نكون مجمّدين بالارتداد إلى حالة صلبة و مشدودة. في الوقت الذي نصطدم فيه بالخيبة، علينا أن نتفادى التضييق على كليتينا بالخوف. على العكس، علينا أن نفتح قنوات الإبداع كلّيا، سامحين بتزويد جديد من دائرة إمكانيات متمدّدة. لو أننا نتعطّل، نحتاج أن نعطي أنفسنا بعض الرعاية ثم ننطلق خارجا في رحلة نحو تزويد جديد. مناهج تحفيز الرحلة هي عديدة، تتضمن المشي، قيادة الدراجة، التمرين الرياضي، التأمل، تمثيل أفكارنا على الأوراق، و الاشتغال على أحلامنا.

التمرين الرياضي هو دامج ممتاز للدماغ الأيمن/الدماغ الأيسر لأننا نحرّك جسمنا البدني و في نفس الوقت ربّما نحسب أو نركّز بدماغنا الأيسر بطريقة ما. جِدْ ما ينجح معك الأكثر لإثارة نبوغك المبدع، الذي سيعطيك القوّة لتجاوز عقباتك.