صوت أو صدى؟

هل أنت صوت أو صدى؟ يبدو لي أنه مع النموّ الهائل في المعرفة الإنسانية ومع الاختراعات الرائعة التي يتم من خلالها نشر و بسط المعرفة هنا و هناك، فإننا جميعا في خطر أن نصبح ببساطة مجرد ببغاوات، صدى لآراء شخص آخر.

من الصحف اليومية لدينا، من دور السينما، من التلفزيون والكتب و المنصات تأتي أصوات أشخاص آخرين يقولون لنا ما ينبغي بنا التفكير به؛ يقولون لنا كيف نحيى أو ماذا نعتقد. أنا واحد من هؤلاء. أنا أجلس هنا وأحاول أن أتبادل الأفكار معك، و بينما كنتُ أفكر في هذا، فكرتُ، “هناك خطر جسيم بأنك سوف تسمح لتفكيري بأن يصبح تفكيرك.” أدركتُ فجأة أني لا أسعى حقا لأجعلك تفكّر ما أفكّر. ما أحاول حقا القيام به هو أن أجعلك تفكر لنفسك. خذ الأفكار التي أبلّغها، خذها بعيدا وتأمّلها داخل نفسك و توصّل إلى الاستنتاجات الخاصة بك.

microphone-reporter

ثمانية أشهر مرّت على أوّل مقال في هذه المدوّنة، ألّفت فيها ما يزيد عن 50 فكرة في مقالات متنوّعة. أشكر لك متابعتك، اهتمامك و تفاعلك.

هذا اليوم سوف يجلب لك وعيا جديدا، درسا أو تجلّـيّا بأنك تحرز تقدّما – إن كنت تبحث عن ذلك! مهما كان كبيرا أو صغيرا، سجّله رجاء في “يوميّة الشاهد” الخاصة بك. سوف يستغرق الأمر لحظات قليلة فقط وسوف يضعك أوتوماتيكيا في التدفق.

سائلْ “القبيلة”

تم تلقين معظمنا اتّباع الجمهور. نحن نؤيد التفكير “القـبَلي”، الذي هو تفكير الجماعة. ليس من السهل كسر هذا النوع من التفكير، أو “عدم التفكير”. هناك الكثير من الناس ممن وجدوا في هذا حجر عثرة ضخم لأنهم يعتقدون أن ما قاله رموز السلطة الاجتماعية والسياسية والدينية وغيرها لهم هو “صحيح”.

هناك الكثير من الخوف معلّق بترك القبيلة. مع ذلك، سوف لن تجرّب مطلقا الحرية أو الثروة الحقيقية ما لم تتعلم أن تفكّر بنفسك. لكن للقيام بذلك، يجب أن تكون قادرا على الفكر النقدي – وهو أمر لا يستطيع أعضاء القبيلة فعله.

بعبارة أخرى – أكثر الناس لا يعرفون كيف يفكّرون. لقد قيل لهم ما الذي يفكّرون فيه لفترة طويلة، إلى حدّ أنهم لم يبقوا دارين كيف يفكّرون. ما هو الدرس بالنسبة لك؟

أنا مقتنع بأن الحرية والثروة الحقيقية تقتضي منك التفكير على عكس ما تفكر القبيلة. و تقتضي منك دائما أن تُسائل الاعتقادات التي تحملها. على كل شيء. هذا ليس سهلا لأننا مدمنون على اليقين.

نحن نود أن نكون متيقّنين بشأن اعتقداتنا أفضل من مواجهة واقع أن ما نعتقده قد لا يكون “صحيحا”. ولكن كلما ساءلت ما تعتقده القبيلة كلّما أدركت أنهم منوّمون. ليس عليك أن تنتظرهم أن يستيقظوا من غفوتهم.يمكنك أن تفعل ذلك الآن!

هذا اليوم سوف يجلب لك وعيا جديدا، درسا أو تجلّـيّا بأنك تحرز تقدّما – إن كنت تبحث عن ذلك! مهما كان كبيرا أو صغيرا، سجّله رجاء في “يوميّة الشاهد” الخاصة بك. سوف يستغرق الأمر لحظات قليلة فقط وسوف يضعك أوتوماتيكيا في التدفق.

لأني أستحق أن أكون

منذ سنوات عديدة قام نائب الملك في نابولي، دوق “أسونا”، بزيارة إلى برشلونة في إسبانيا. في الميناء في ذلك الوقت كان مطبخ سفينة للأشغال الشاقة (القادس) ممتلئا بالمحكوم عليهم بالتجذيف، فذهب الدوق إلى القادس و دعا كل سجين و طلب منه ماذا كان يفعل هناك، و لماذا وجد نفسه في الأعمال الشاقة يجذب المجاذيف كعبد مُدان، و استمع إلى القصص المأساوية التي حكوها.

الرجل الأول قال بأنه كان هناك لأن قاضيا قد قبل رشوة من أعدائه وأدانه زورا. الرجل التالي الذي تحدث إليه الدوق قال إن أعداءه قد دفعوا إلى الشهود ليتحدثوا زورا ضده و هذا هو السبب لكونه هناك. الرجل الثالث قال بأنه قد تمت خيانته من قبل أفضل صديق له كان قد فرّ من العدالة و تركه واقعا في شراكها، و أخيرا بعد ذلك أنصت الدوق إلى ذاك الرجل الذي قال: “مولاي، أنا هنا لأنني أستحق أن أكون. أردت المال و قد سرقت محفظة و أستحق ما أعانيه الآن.” كان الدوق مندهشا تماما لهذا والتفت إلى قبطان سفينة العبيد وقال: “هنا كل هؤلاء الرجال الذين هم أبرياء، إنهم هنا لقضية ظالمة و هنا هذا الرجل الخبيث في الوسط. دعنا نفرج عنه خوفا من أن يصيب الآخرين “. الرجل الذي اعترف بخطئه تم فيما بعد تحريره والعفو عنه، في حين أن أولئك الذين واصلوا تبرير أنفسهم عادوا إلى المجاذيف و عادوا إلى القادس.

الأشغال الشاقة

هذه قصة حقيقية و هي واحدة مثيرة للاهتمام لأن هذا بالضبط ما يحدث في حياتنا. نحن نقوم ببعض الأخطاء في التقدير ومن ثم نمضي عبر الحياة في محاولة لتبرير أنفسنا، بدلا من أن نقبل بأننا ببساطة قد قمنا بخطأ.   نحن نلوم شخصا آخر، نلوم الظروف، بدلا من القول: “أنا أمتلك السيادة على حياتي. أنا الوحيد الذي لديه أي قوة في عمليات ذهني وما فكّرت به هو ما جلب لي أين أنا في هذه اللحظة بالذات. أنا مسؤول عن أفكاري و بتغيير تفكيري، أستطيع تغيير حياتي.” اللحظة التي يبلغ فيها أي واحد منا هذه اللحظة من الحقيقة، فإننا نكون أحرار من استعباد قادس هذه الحياة، أحرارا لنعيش الحياة التي كانت لنا كل الوقت.

انظر إلى الوراء بشأن حياتك الخاصة. تعرّف على عمليات النمو. تعلم أن تغفر لنفسك و أن تحب نفسك رغم أخطائك. اقبلها. اغفرها. أحب نفسك بسببها و ستكون معفيا من الأشغال الشاقة للحياة و حرا في العيش، كما عرفت دائما كيف عليك أن تحيى، في سعادة و سلام و صحة مثالية. هذا كلّه يبدأ مع تحمل المسؤولية عن ماضيك و حاضرك و مستقبلك.

تحمّل المسؤولية

لديك الحق و الخيار لاختيار أي شيء تريد القيام به – أي شيء على الإطلاق. لا يمكن لأي أحد آخر أن يختار عنك. الخالق قد وهبك الإرادة الحرة لفعل أي شيء تتمناه ضمن حدود قدراتك الفكرية والجسدية.

هذا يعني أنه مسموح لك أن تقوم بأخطاء، أن تفشل، تكذب، تغش، تبكي، تصرخ، تكون كسولا ،غاضبا، أنانيا، وفيا، عدوانيا، مرفوضا، مجروحا؛ أن تفرط في الأكل، الشراب أو الجنس؛ أن تتعاطى المخدّرات، أن تغير رأيك أو تفعل أي شيء آخر تريده. الهبة الإلهية  للإرادة الحرة هي دائما لك. الإرادة الحرة بالتأكيد لا تعني أنه يجب أن تقوم بالاختيار “الصائب” كل الوقت! اختيارك هو “صائب” فقط كما هو مستواك الحاضر للوعي. مع ذلك، أبق في ذهنك بأنك مسؤول عن عواقب جميع اختياراتك.

لقد تعلمتَ أنه، عندما تتخذ أي قرار، فهو معتمد على مستوى للوعي، الذي هو في نقطة مُـثـبَّـتة لتلك اللحظة. يمكنك أن تفعل شيئا واحدا و شيئا واحدا فقط اعتمادا على وعيك الحالي. بالتالي أنت تفعل دائما أفضل ما تستطيع في ظل الظرف الحالي. يجب أن تعطي لنفسك الحق في القيام بأخطاء لأنه من خلال الأخطاء يتمدّد وعيك.

تحمّل المسؤولية

أنت لن تكون حرا مطلقا حتى تتعلم أن تكون صادقا مع نفسك وتقبل المسؤولية الكاملة عن حياتك الخاصة وتلبية احتياجاتك. لكن، بالقيام بذلك، يجب عليك أيضا أن تقبل المسؤولية الكاملة عن كل فكرة، كلمة، عمل و قرار لأنه، حتما، سيكون عليك أن تدفع ثمن كل منها. لاستخدام القولة: إذا كنت ترغب في الرقص، يجب أن تكون مستعدا للدفع للعازف. سوف تتعلم وتنمو وفق طبيعة وعواقب أعمالك.

أبق في ذهنك أنه ما من شيء تفعله هو “صائب” أو “خاطئ”، “حسن” أو “سيئ”. هو فقط حكيم و طائش. كما هو مؤمّل أن تتقدم من الأعمال “الطائشة” إلى “الحكيمة”، فإن أهمية هذا المصطلح ستصبح بيّنة بشكل متزايد.

فيما يتعلق بالقرارات الحكيمة أو الطائشة، قبل أن تقوم بأي عمل، اسأل نفسك الأسئلة التالية:

  • هل هذا فعل حكيم أو طائش؟
  • هل سيسهم في احتياجاتي الأساسية؟
  • هل سيؤذيني أنا أو أي شخص آخر؟
  • ما هو الثمن الإجمالي الذي يجب أن أدفعه؟
  • هل هو في تناسق مع قوانين الكون، كما أفهمها أنا؟
  • هل أنا مستعد وقادر على دفع هذا الثمن وقبول العواقب؟

بطرح هذه الأسئلة، سوف تضع نفسك في تحكّم واع و تام بحياتك. ستساعدك هذه الأسئلة على بناء وعي جديد على أساس المعرفة بأن الشخص الذي أنت مُساءل أمامه عن جميع أعمالك هو أنت. المنطق في هذا هو واضح جدا عندما تعتبر بأنك أنت من سيجني المكافأة أو يتكبّد العواقب.