نواياك تثبّت الكون في الحركة

نواياك تثبّت الكون في الحركة. الكون يتدفّق في اتجاه نيّتك، و بالتالي فإنه من الهام أن تكون واضحا في نيّتك المضبوطة في أيّ وضعية. إذا كنت واضحا على نحو قاطع مثل نيّتك، فإن آلية النجاح اللاواعي ستدعمك في الوصول هناك. أغلب الناس يواجهون مشكلات في خلق نوع الحياة الذي يريدون لأنهم لم يحددوا بوضوح أين يريدون أن يذهبوا، أو تصوّروا كيف سيبدو الأمر عندما يصلون هناك. أولئك الذين يقودون حياة هادفة، ناجحة يفعلون ذلك لأنهم هيّؤوا في أذهانهم صورة واضحة عمّا يريدون خلقه في حياتهم.

 هل تعجّبت مرّة لم لا تنجح عزائم العام الجديد؟ لدينا نوايا حسنة هائلة، و لكن ما يحدث هو أننا غالبا نقول أشياء مثل: “أنا لن آكل المزيد من الحلويات”، “أنا سأتوقّف عن الصراخ على الأطفال”، “أنا سأتوقّف عن التأجيل و التسويف”. لكن انتبه إلى أن عزائم العام الجديد لم تكن حول ما أردته، و لكن حول ما لم ترده. إنها ليست صورا عن النتيجة النهائية، و لكن على العكس ردود فعل سلبية – شكل من الحوار الذاتي السلبي عمّا لا تريده. و هذا هو السبب لماذا كل هذه الكثرة من مشاكل العالم، مشاكل الاقتصاد، و المشاكل الشخصية تدوم؛ الأفراد المتورّطون يركّزون على المشكل و عما لا يريدونه أن يحصل، بدل النتيجة النهائية أو ما يريدون.

تثبيت الأهداف هو العامل المفتاح الذي سوف يحدّد نجاحك أو فشلك في جزء الفعل و الحصول في حياتك. هل امتطيت مرّة رحلة بدون أن يكون لديك على الأقل فكرة ما عن أين سوف تمضي؟ هل لعبت مرّة كرة القدم بدون أن تعرف أين هو ملعب كرة القدم؟ هل تركت مرّة منزلك للقيام بتسوّقك الأسبوعي بدون أن يكون لديك على الأقل فكرة ما عن أين سوف تذهب للتسوّق؟ هل أخذت مرّة عطلة بدون أن تعرف أين تريد أن تمضيها؟ أليس غريبا أن العطل التي نأخذها تستحق أهدافا، اللعب التي نلعبها تستحق أهدافا و حتى التسوّق الذي نقوم به يستحق أهدافا، و لكننا نادرا ما نؤسّس أهدافا للرحلة الأهم في الكل – حياتنا الخاصة.

Goal Setting

“اه،” لكنك تقول، ” أنا لا أريد أن أكون عالقا كالمسمار. أريد أن أكون عفويا. أريد أن أكون حرا في تبديل رأيي.” حسنا، أحيانا نحن نظن خطأً أن الحرية تعني تفادي الالتزام. نحن نخاف بأننا لو نلتزم بشيء ما فإنه سوف يتملّكنا و يتحكّم فينا و بالتالي فإننا نتفادى أن نكون العلّة في حياتنا و نتفادى القيام بالتزامات. نحن نقول “أريد أن أكون حرا.” لكن انتبه كيف أن تفادينا للالتزام و المسؤولية يُبقي كل واحد من حولنا في السجن، ليس مستعبدا حقا، و لكن في ارتباك، غير عارفين ما الذي يمكنهم الاعتماد عليه، إلى أن نتخذ القرارات.

في مثل هكذا علاقة، لا أحد يمكنه أن يكسب حقا. الحرية الحقيقية تكمن في الواقع في قدرتنا على القيام باختيارات و التزامات. السؤال الذي يجب علينا أن نسأله لأنفسنا هو “ما الذي أريده حقا؟”

انطلق من الموضع بأنك في مستوى ما أنت تعرف بكل تأكيد ما تريد. في نقطة ما عليك أن تتخذ قرارا. أبق هذا في ذهنك – لو أنك أنت لا تقرّر، أحد ما آخر سوف يقرّر عنك. و قراراهم قد لا يكون ما أنت تريد فعلا.

المعنى الحقيقي للإيمان

ما هي الاعتقادات ببساطة؟ إنها المعلومات الواعية و اللاواعية التي نقبلها كما لو أنها حقيقية. للأسف، فإن اعتقاداتنا غالبا ما تحبسنا و تحرمنا من الولوج إلى ما هو واقعي. مصفاة من الأفكار الخاطئة تحظر مرور الحقيقة فنرى فقط ما نريد، و ننبذ كل شيء آخر.

الحقيقة لا يمكن مطلقا أن تتكشّف لما يسمّى ب “المعتقِد الرّاسخ”. لعلّك تعرف ذلك النوع الذي يستشهد دائما ب”الوقائع”. هو لا يريد أن يعترف بأي شيء خارج اعتقاده و يرى كل شيء يتعارض معه كخطر. هو يمضي عبر الحياة طابعًا كل ما هو جديد، مختلف و مستنير كأنه “شر”، أو على الأقل “غير مقبول”، و كل ما هو قديم، تقليدي و قامع ك”حسن”. إنه لا يستطيع أن يفهم أن الحقيقة – مهما كانت مؤلمة – هي دائما بطبيعتها المجرّدة، “حسنة”، و أن كذبة – على الرغم من كمّ محبّتنا لها – هي دائما، بطبيعتها المجرّدة، “سيئة”.

لحماية اعتقاداته، فهو يشيّد سورا حول عالمه. بعض “المعتقدين الراسخين” لديهم سور كبير و البعض لديهم واحد صغير لكن، بصرف النظر عن حجم المبنى، فهو يستطيع فقط أن يخدم للغلق أمام الحقيقة أكثر من أن يستطيع حفظها.

الشخص الذي هو “معتقد راسخ” لا خيار له لتغيير رأيه. هذا يجعله جاهلا. هو يستطيع فقط الاعتراف بما يكمن داخل الأسوار التي شيّدها حول نفسه و هو مُعاق عن سبر الحقيقة اللامحدودة، التي تكمن خارج السور. ما يفشل في استيعابه هو أن الحقيقة هي دائما أكبر من أي مبنى شُيّد لاحتوائها.

الاعتقاد و الإيمان ليسا نفس الشيء و لا يستحسن الخلط بينهما. على خلاف الاعتقاد، ليس الإيمان نهائيا تماما. إنه يقرّ بأن هناك أكثر للاكتشاف و المعرفة، و أن الواحد عليه أن يبحث دائما لتبسّط المزيد و المزيد من الحقيقة. مع الإيمان، كل الأشياء هي ممكنة. “المعتقد الراسخ” يظن دائما أنه يعرف الإجابة. الشخص مع الإيمان، واع بأن هناك دائما المزيد لتعلّمه، حول نفسه، ينشد التنوّر باستمرار.

من أجل اختبار النمو و التغيير علينا أن نتعلّم تعديل مستوى توقعاتنا. لتغيير مستوى توقعنا، يجب أن نمتلك إيمانا قويا بأنفسنا و بأهدافنا. علينا أن نعرف أننا نستطيع أن نأخذ فكرة و نجعلها تحدث. أي شخص آخر يريد أن يرى الأمر قبل أن يعتقد فيه، و لكن عليك أن تعتقد فيه حتى قبل أن تراه. بامتلاكك لإيمان أكثر بقوّتك الخاصة، فإنك ستنقل هذا إلى الآخرين. مع هذه المعرفة بقدراتك الخاصة بك – و تلك الخاصة بالناس من حولك – فإنك تستطيع القيام بأشياء، عند الآخرين، تبدو غير واقعية أو مستحيلة.

Leap of Faith

 ما نتحدّث عنه هنا يمكن تلخيصه في كلمة واحدة: الإيمان. الإيمان ليس شيئا دينيا أو خفيا. إنه حقيقة بسيكولوجية و فيزيولوجية تامّة. الإيمان هو المعرفة المطلقة بأن أفكارك تصبح واقعك. بأن الطاقة التي تبعث بها خارجا هي النتيجة التي تجنيها ارتداديا. الإيمان هو المعرفة بأنه مهما كان ما ستشتغله إذا اعتقدت فيه كليّا سوف يشتغل. كل شيء يشتغل وفق رضانا. عندما تفهم كيف يعمل الذهن و الدماغ مع بعضهما، تعرف أن الإيمان، الذي هو الاعتقاد قبل الرؤية، أو الانفتاح خارج السور، هو السيرورة الطبيعية للخلق.

 أنت تثبّت ببساطة رؤاك عمّا تريد و من ثم تسمح للمعلومة التي ستخوّلك المضي و الخلق بدون توتر و بدون جهد للوصول إليها. الواقع هو أنه مهما كان ما تفتّش عنه فهو، في نفس الوقت، يفتّش عنك. كل شيء يبدأ بالاعتقاد قبل الرؤية.

الذات الأكبر و الذات المخلوقة

من أين أتيت؟ عندما نُواجَه بهذا السؤال، فإن أغلبنا سوف يجيب: “من والداي”. غير أن، والداك لديهما والدان، أيضا. و إذا واصلنا النظر إلى الخلف في الزمن، فإننا نرى أن الحياة تتدفّق من خط مستمر للخلق. لو أننا نسأل من أين أتى الخلق، فإنه لا جواب لدينا سوى الخالق الواحد أو الجوهر الكوني. لو أن الأمر هو كذلك، فإنه علينا أيضا أن نكون قد جئنا من الجوهر الواحد أو الخالق الواحد. بكلمات أخرى، حياتنا وُلدت عبر والدينا و ليس من والدينا.

خط التفكير هذا يقودنا إلى الاستنتاج بأننا أكثر بكثير مما نظهر. ماهية من نكون حقا هي الذات الأكبر، لأنها أتت من و قد خُلقت من الخالق الواحد. عندما نفكّر في أنفسنا كأفراد منفردين، فإننا نضيّع رؤية قوّتنا الحقيقية. إنه هذا الإحساس بالانفصال مما نكون حقا، الذات الأكبر، هو بذرة تفكير الاستحالة. بدل التركيز على من نكون، فإننا نركّز على ما قد أصبحنا عليه، و الذي هو ذاتنا المخلوقة.

 ربما قد سمعت عن ظاهرة القرد عدد 100. في أواخر سبعينات القرن الماضي، درست الحكومة اليابانية مجموعة صغيرة من القردة التي تعيش في بضعة جزر متحاذية في الفيليبين. أثناء مراقبة سلوك القردة، فإنهم لاحظوا أن أحد القردة قد اكتشف كيف ينظّف البطاطا من الأوساخ بغسلها في النهر. علّم القرد هذه المهارة لعدّة قردة آخرين، كلٌ في وقته. بعد أن تم تعليم القرد عدد 100، شيء ما جدّ غريب حدث. كل واحد من القردة في المجموعة بأكملها أصبح على الفور قادرا على أداء نفس هذه المهارة بدون أن يكون قد عُلّم. عندما بلغ العدد 100، يبدو أن قفزة كوانتية للوعي قد وقعت بما أن كل قرد كان قادرا على أداء هذه المهارة. يبدو أن هذا يدعم مفهوم الذهن الواحد أو الذهن الكوني.

إدراكنا للوحدة يمكن أن يُنظر له ككون بذهن واحد، و لكن مليارات من الأدمغة الفردية التي تسهم في الكل،  عوضا عن مليارات من الأدمغة الفردية كلّها ذاهبة في اتجاهات مفترقة. نحن نتشارك في الذهن الواحد و الوعي مع كل شيء و كل شخص حولنا، بما في ذلك الحيوانات و النباتات. الذات الأكبر هي امتداد أو تعبير عن الذهن الواحد اللانهائي، و الذي يُمكن أن يُسمّى بعديد الأسماء المختلفة، مثل الروح، الأرض الأم، الإله، القوّة، أو الطاقة ببساطة.

كلمة الإله أصبحت مفرغة المعنى عبر سنوات من سوء الاستعمال. و بسوء الاستعمال أقصد أنها تؤدي إلى بروز اعتقادات سخيفة، ادعاءات و أوهام أنانية مثل إلهي هو الإله الحقيقي الوحيد و إلهك زائف. لذلك أفضّل استعمال أي مصطلح سوى الإله، حتى لا نسقط في فخ إلهي هو أفضل مما يكون إلهك.

العلاقة الروحية هي العلاقة التي لديك مع ما هو بكل شيء محيط -الله، الكون، أو كيفما اخترت أن تسمّيه. و هي العلاقة الرئيسية في حياتك. تركيز الدين كان تعليمنا الصراط الأفضل أو الأوحد الذي يريدنا الله أن نتخذه. كل دين هو مقتنع أن هناك صراطا مختلفا؛ لذلك أسلّم أن جميعهم محقون. ليس هناك من صراط مستقيم أو وحيد. ما هو أهم من صراط معيّن، هو علاقتنا بما هو بكل شيء محيط. لو أننا نفهم بأننا واحد معه و أننا هنا للتعبير عن ذواتنا كخالقين مشاركين، فليس هناك من طريقة يمكن بها أن نكون منفصلين عن المصدر، مهما كان الصراط الذي نتخذه. نحن جميعا في نفس الرحلة و سنصل إلى نفس المقصد. بدل التركيز على المقصد، ربّما يستحسن بنا التركيز على الرحلة. السفرة هي علاقتنا الروحية الحقيقية، و ليس المقصد.

الغالبية الواسعة أخطأت الرسالة التي حاول المعلّمون العظماء مشاركتها مع رفقائهم من الكائنات البشرية منذ بداية التاريخ المُسجّل. سر العصور، الحقيقة التي لا تصدّق و يدركها البعض القليل، هو أنه في مستوى الكينونة، و التي نسمّيها الذات الأكبر، أنت كلٌ، كامل و مثالي روحيا. تماما مثل قطرة الماء التي  لديها كل صفات المحيط، أنت لديك كل صفات الخالق بداخلك.

العلم، الفلسفة و الدين جميعها تعلّم بطريقتها الخاصة بأن هناك جوهريا قدرة واحدة في الكون، و بأننا واحد مع هذه القدرة. أنت و أنا تعابير فردية لكل قدرة الكون. هذا يمكن تسميته ذاتك الأكبر.

نحن لا نستطيع أبدا تحطيم الذات الأكبر بداخلنا. يمكننا أن ننكر بأنها هناك، يمكننا أن نحاول الهروب منها، يمكننا أن نكذب بشأنها، و لكننا في النهاية لا نستطيع تغيير حقيقة أنها ما نكون. ما نحتاج إلى فعله هو الاعتراف بأنها ما نكون و تعلّم كيف نصدّرها من خلال أفكارنا.

The Greater Self & The Created SELF

في المقابل، و في ناحية مهمّة جدّا، أنت قد خلقت الجزء الآخر من نفسك – ذاتك المخلوقة – سواء أدركت هذا أم لا. كل سماتك الشخصية، تكلّفاتك، طرقك في الكلام، طرقك في المشي، تعابيرك الوجهية، إيماءاتك أو حتى طرق التفكير و الاعتقاد، كنت قد استعرتها، قلّدتها، أو صنعتها لوحدك. يمكن أن تكون من والديك أو من أعضاء عائلتك الآخرين، معلّم مفضّل، صديق، أو شخصية في كتاب أو فيلم.

بل لعلّك استعرت من شخص ما لا يعجبك. يمكن أن يكون من شخص ما جعلك تشعر بأنك متضايق أو خائف. تقليد ذلك الشخص ربّما كان طريقة تجعلك تشعر أنك خائف أقل و طريقة لترهيب الآخرين.

من المهم أن تلقي نظرة على الشخصية التي خلقتها. أحد الأسباب التي ربما تحجز بها نفسك عن القيام بهذا هو لأنك كنت مقلّدا. ليس استثنائيا أن تعلَـق في هذا. قد يساعد أن تفهم أنه ما من أحد يستطيع خلق ذاتٍ من الصفر.كل امرئ عليه القيام بنفس الشيء. كل شخص يختار مما هو متوفّر. حتى لو أنك قد بنيت شخصيّتك من خلال التقليد، فأنت لست حيلة. لا أحد سواك مطلقا قد وضع جميعا نفس التوليفة التي لديك بالضبط. لا تنس أن هناك فقط اثني عشر نغمة في المقياس الموسيقي، و مع ذلك فإن عدّة مئات من الآلاف من التوليفات الفريدة و الجميلة قد خُلقت. المسألة كلّها في كيفية وضعها مع بعضها.

الأمر لا يجعل منك شخصا أقل فرادة لأنك أخذت عن الآخرين. الشيء المدهش حول هذا هو أنه نظرا لأنك وضعتها جميعا من الصفر، فأنت تستطيع تغييرها في أي وقت تريد ذلك. أنت لست معطّلا أبدا. ليست كارثة أن تكتشف أنك لست الشخص الذي ظننت أنك تكون. على العكس، فهذه بداية انتهاء الكارثة.

من أجل تغيير التجارب التي تتسبب في الألم و التنافر، من الضروري البدء بفهم واضح بأنك لا تستطيع مطلقا مساعدة نفسك بنبذ أي جزء من نفسك. نحن نُصاب بالكره الذاتي لأننا نثبّت صورة عن كيف نظن أنه يُستحسن بنا أن نكون اعتمادا على التكييف من عائلتنا، أترابنا، الزوج، الدين، و من المجتمع الذي نحيى فيه. الجزء المحزن في هذا هو أننا لن نكون مطلقا قادرين على أن نحيى وفق الصور، النسخ، النماذج، المعايير أو المفاهيم عن كيف نظن أنه يُستحسن بنا أن نكون. هذا موت بسيكولوجي نهائي.

التغيير، نظام الكون

المستشفيات العقلية هي ممتلئة بالمرضى العاجزين على مواجهة التغيير. هؤلاء الناس خلقوا طرقا للمحاولة و الهروب منه. و لكن إذا كان هناك شيء ما أكثر يقينا من الموت و الحياة، فهو حتمية التغيير. لا أحد يستطيع تفاديه. علينا إذن أن نتعلّم قبوله و التطلّع إليه.
في الواقع، فإن التغيير هو ما تريده. أنت تريد الجمال في الحياة؛ سيارة بدل عربة؛ منزلا بدل بيت للإقامة. و تستطيع أن تتحصّل على كل هذا فقط لو أنك تتخلى عن الخوف.
التغيير يعني تغيير طريقة تفكيرك. هو أيضا أن تكون راغبا في التسليم في الأشياء على الطريقة التي هي عليها، و أن تحصل عليها بالطريقة التي تريدها أن تكون عليها! لا أحد سواك يستطيع فعل هذا من أجلك.
لا تخطئ بشأن هذا: إذا كنت تريد أن تهرب من الرداءة، فعليك أن تقرر بشكل واع أنك تريد أن تكون مختلفا. كل الأفراد العظماء هم مختلفون. هم مختلفون عن الجماهير. هذا ما يجعلهم في مقام عال.
يتوجّب أن يكون لديك شجاعة كافية لتقول لنفسك: “لن أعيش حياة من الرداءة. أنا مختلف. أنا شخص مدهش بمستقبل مدهش. حياة باهتة ليست لي.” أعد هذه الجمل. ابدأ الآن حالا!

Change Ahead !

إذا كنت منهكا و متخوّفا، فربّما ليس هناك من مغامرة في حياتك. ما من شيء أسوأ من أن تكون في روتين. أن تنام في نفس السرير كل ليلة، تأكل في نفس المطاعم، ترى نفس الناس، تذهب في نفس الطريق إلى العمل، أن تقوم بنفس الشيء كل يوم هو جنون تام. التماثل يحطّم الإبداع و سوف يضطرّك سريعا أن تقرع باب الطبيب النفسي. الناس المأسورون في هذه الدورة هم عبدة التماثل، أولئك الذين يخافون أدنى تغيير.
عندما تكون محبطا من روتينك اليومي، غيّره. التغيير لا يعني تجاهل الآخرين أو الإحساس بأنك أرفع. إنه يعني استحقاق التكلّم و الفعل لنفسك و القيام بما هو ضروري ليجعلك سعيدا. كونفوشيوس لخّصها على هذه النحو: “سيكون عليهم التغيير في معظم الأوقات أولئك الذين يرغبون أن يكونوا في سعادة مستديمة.”
أول شيء يتعيّن القيام به هو إيقاف محاربة التغيير. تعلّم أن تحيى معه و أن تستمتع به. الطقس سوف يتغيّر. مركز عملك سوف يتغيّر. الحكومة سوف تتغيّر. و كذلك الناس من حولك. كل شيء و كل شخص سوف يتغيّر، فلم محاربة ذلك إذن؟ لم لا تكون واحدا من أولئك الذين يقولون: “دعنا نرى ما الذي أستطيع تغييره لتحسين الأشياء.”
قم بالتغييرات الصائبة. التغييرات الصائبة هي إيجابية دائما. ابدأ بتغيير الأشياء الصغيرة كل يوم إلى أن يصبح التغيير طريقة حياة. لا تتشبّث بأسلوب معيّن للحياة. غيّر أثاثك أو أسلوبك في الملابس. بدّل الأشياء هنا و هناك في غرفتك، شقتك أو منزلك. لا تترك أي شيء مثلما هو. واصل تغيير الأشياء فقط لتجعلها شيّقة.
هل تجد نفسك تقاوم هذا؟ لو أنك تفعل ذلك فالسبب هو أنك تحس بأنك مهدد بالتغيير. تذكّر: الطريقة الوحيدة للتغلّب على الخوف هي بالقيام بالأشياء التي تخافها الأكثر. وإذا كان ذلك يعني التغيير، فالتغيير هو ما يتوجب عليك!
التغيير هو عادة. كل حياتك تُمارَس بالعادة. منذ الطفولة، درّبت نفسك على الاستجابة بالطريقة التي تقوم بها. تغيير حياتك يعني تغيير عاداتك. أحيانا، يمكن أن يكون هذا كريها، و لكن عملية تغيير عادة سيكون وقتيا فقط.
للتغلّب على الخشية من التغيير، أبق في ذهنك على المنافع النهائية التي ستتلقاها. ركّز على المنافع بدل المخاوف و المشاق المفترضة التي قد يفرضها التغيير. دوّن هذه المنافع. اقرأها كل يوم و أبصر كيف ينفعك التغيير.
انظر إلى كل شيء يأتي إلى حياتك كفرصة للتغيير إلى الأفضل. إذا كنت على وشك نقلة، أو إذا كان مكتبك أو قسمك بصدد الإغلاق، موقع عملك قد أزيل، حبيبك قد هجرك، عليك أن تذهب إلى مكان جديد، أو أن سيارتك قد توقّفت أخيرا عن السير، بدل الإمعان في السلبي، فكّر في عواقب إيجابية ممكنة. لو أنك تتوقّف عن المقاومة، تقبل بالتغيير و تتطلّع إلى تجربة جديدة و أفضل، فإن شيئا ما جيّد سوف يحدث. الأشياء الجيّدة تأتي عندما تكون مستعدّا للتغيير.

أنت لا تستطيع تحسين ذاتك

بإمكانك أن تواجه هذا الواقع: ما من أمان بين المهد و اللحد. الأمان الوحيد الذي لديك و لديّ هو قدرتنا على خلق و صنع نتائج. لو لم نكن مقيّدين بالاعتقاد بأنه لا يستحسن بنا القيام بأخطاء، فإن اللايقين لن يكون مشكلا. قمتُ بالكثير من الأخطاء في حياتي. البعض منها كان ضخما جدا. و لكن ذلك هو جزء من عملية النموّ. أنا أعتزم القيام بالمزيد من الأخطاء، و أنا متأكد بأن البعض منها سيكون حتى أضخم.

قد يساعدك أن تعرف أن الطائرة تصرف تسعين بالمائة من وقتها في الغلط. نحتاج إلى إمعان النظر في هذا. إذا تمكّنت من أن ترى أنك تستطيع أن تجلب طائرة من تونس إلى باريس، حتى لمّا كانت في الغلط تسعين بالمائة من الوقت، ربّما تتمكّن من أن تكون أقل انتقادا لنفسك. ربما سوف تسمح لنفسك بأن تكون في الغلط. مركب شراعي لا يستطيع أن يصل من حيث هو إلى حيثما يريد أن يكون بالتحرّك في خط مستقيم. عليه أن يتعرّج. إذن فمن حيث الصراط الحقيقي، فهو دائما في الغلط. ما هو مهم عن الطائرة و المركب الشراعي هو أن الأخطاء تلغي بعضها.

تعلّم هذا السر الكبير عن الحياة – هو أن الحياة هي حول القيام بتصحيحات. المشكل هو أن الناس هم حساسون بشكل بالغ بشأن تصحيحهم. الطريقة التي بها نتجاوب مع التصحيح هي الانعكاس لاحترامنا الذاتي الخاص بنا.

لو أنك ستنظر إلى حياتك، فإنك سترى أنه مهما حدث لك، فإنه سيكون هناك دائما علامة تحذير، و لكنّك أجّلت إلى الدقيقة الأخيرة للقيام بتصحيح. ربّما كنت متخوّفا من القيام بأغلاط، من أن تكون مخطئا، من فقدان استحسان أحد ما أو من أن تظهر كالأبله. الفشل، في الناحية الأكبر، ليس النتيجة لنقصنا في القدرة، و لكنه نتاج رغبتنا عن الملاحظة، التقييم، و التحرك بشكل صحيح وفق علامات الخطر في وضعية مُعطاة –قبل أن تصير تلك الوضعية خارجة عن السيطرة. نحن غير مختلفون في الجوهر عن الطائرة. أن تكون في الغلط يعني أن تكون خارج الصراط. ما هو مهم ليس أننا خارج الصراط، و لكن إذا ما كنا سنقوم بالتصحيح الذي يُستلزم القيام به.

أكثرنا لا يقوم بالتصحيحات لأننا جد مشغولين بحماية أنا-نا. أكثر إخفاقات الناس هي منتجات تبرير أنفسهم و حماية أنفسهم عندما يستحسن بهم أن يصحّحوا أنفسهم. رغبتنا في أن لا نكون في الغلط و في أن لا نصحّح هي مصدر معظم إخفاقاتنا. الناس الناجحون هم مثل الطائرة. هم يريدون أن يحيوا في الغلط، و هم يريدون أن يصحّحوا. في الجزء الأكبر، فإن المشاكل التي نواجهها هي نتيجة الانتظار إلى الدقيقة الأخيرة لفعل ما يُستلزم فعله. ما تناله من الفشل هو التجربة بأنك لست على ما يُرام. حسنا، ليس صحيحا بأنك لست على ما يُرام.

  Oops_road_sign-post

أنت لا تستطيع تحسين من تكون –ذاتك الحقّة أو ذاتك الأعلى التي هي مثالية روحيا. أنت تستطيع، في المقابل، تحسين أدائك. بسبب الجهل فإنك ستقوم بأخطاء. ثم ماذا؟ كل ما عليك فعله هو القيام بتصحيحات. تذكّر: أنت لست نتائجك. تعلّم أن تفصل ذاتك مما تحصل عليه و مما تفعله. كن متأكدا بأنك واضح بشأن هذا، لأنك إن لم تكن، فسوف تعاني لبقية حياتك. مسؤوليتك هي فقط أن تواصل التصحيح عندما تخرج منحرفا عن الصراط، لأنه مهما كثر حصولك على الأشياء، فإنك ستكون منحرفا عن الصراط أكثر الوقت.

الناس الناجحون هم ناس مشغولون باستمرار بالقيام بأشياء لا يدرون كيف يقومون بها بتأكّد. و هذه هي المغامرة عندهم. هم لا يعرفون ما سيحمله المستقبل. كل ما يعرفونه هو أنهم ملتزمون بسبيل، و سيفعلون مهما كان عليهم فعله للوصول إلى المرحلة الموالية، التي توصلهم إلى المرحلة الموالية، التي توصلهم إلى المرحلة الموالية، و هكذا دواليك. الناس الغير ناجحين يعيشون فقط مرعوبين و مجمَّدين بالخوف من اكتشاف أنهم في غلط أو أنهم يقومون بخطأ.

اتخذ القرار لمرّة واحدة و نهائيا بأنك لن تكون واحدا من أولئك الناس. انظر إلى الإخفاقات التي حصلت عليها في حياتك و لاحظ كيف كنت مهتما بأن تكون مصيبا، أن تبدو جيّدا، أن تحمي نفسك و أن لا تقوم بخطأ أكثر مما كنت مهتما بالقيام بتصحيح. بشكل ما تم تلقيننا مفهوم أن كل ما علينا فعله هو الوصول إلى النقطة حيث سنكون بارعين كفاية بحيث أننا لا نفشل. ما أريد أن أخبرك به هو أن الخيار ببساطة هو غير متاح لك. الأمر شبيه بمحاولة الأكل لمرّة واحدة و نهائية. هذا لا يمكن أن يصير.

كلّما كنت ناجحا أكثر، كلّما قمت بأخطاء أكثر. الناس الذين لا يفعلون أي شيء، لا يقومون بأخطاء. بدل أن ينطلقوا و يلتزموا بصراط من الأعمال، هم يسمحون لأنفسهم بأن يكونوا مجمَّدين. هم يظنّون أنه طالما أنهم لا يفعلون أي شيء، فهم آمنون. على الرغم من أن هذا قد يكون صحيحا، فإن الثمن الذي يدفعونه لعدم تحقيق أحلامهم هو بعيدا جد مرتفع.