الإدراك يؤثر في الإمكانيات

concave ou convexe?

ألق نظرة إلى الرسم أعلاه. الآن، دعني أسألك سؤالا. ما الذي تراه؟ هل ترى خطا محدّبا أم خطا مقعّرا؟ ما هو؟ البعض سوف يتجادل على إدراكٍ منهما. في المقابل، فإن للخط خاصيّتان. إنه محدّب و مقعّر على حد سواء. كلتا الخاصيتان هما نفسهما و يتواجدان جنبا إلى جنب. مثل نصف كأس الماء، الأمر كله هو مسألة إدراك. الإدراك يحدّ أو يزيد من قدرتنا على استعمال قوّتنا لحجز أنفسنا في وضعيات مستحيلة أو تغييرها. قبل أن نستطيع تغيير أي وضعية، علينا أوّلا أن نغيّر إدراكنا.

دراسة فيزياء الكمّ تبوح لنا بأن الأشياء لا تحدث فقط لنا – إنها ببساطة تكون. كل شيء في حياتنا هو سلسلة من الأحداث تنتظرنا لنعطيها معنى من خلال إدراكنا. عندما نشهد على فوضى أو دمار ظاهري، هل نحن نشاهد كونا، أمة، أو عالما خارجا عن السيطرة، أم أنه النظام اللامتناهي و هو يتكشّف لنا عبر تشويش وقتي؟ المفتاح الهامّ هو فهم أننا لا نستطيع إيقاف أو إعادة توجيه تدفّق الكون أو كيف تكون الأشياء أو ما الذي سوف يحدث. ما نستطيع فعله هو مراقبة ما الذي يفعله لنا و كيف يُحدث تغييرا في حياتنا.

ماذا عن المرض؟ هل السيدا هي عقاب من الله على سلوكنا “غير الشرعي”؟ هل نحن نخلق المرض كما تقترح بعض مجالات النفسيات و الميتافيزيقيا؟ أم أن المرض هو فقط تشويش فيزيولوجي وقتي للطاقة؟ أي دور يلعبه نردنا الجيني في كل هذا؟

علينا أن نتعلّم أن نرى الاعتلال، الدمار، الصدمة، و الفوضى لا كعقاب من الله أو منبّئ عن القيامة، بل كتعديل تطويري وقتي. أكثر من كل شيء، علينا أن نتعلّم أن نراقب كيف نتركه يؤثر فينا و كيف نستطيع تغيير تأثيره علينا. لا يمكن أن يكون هناك علاج بدون تعديلات تطويرية.

وضعيّاتنا المستحيلة هي متأثرة بما نظنّ أكثر من الطريقة التي تكون عليها الأشياء. إدراكنا للواقع، الذي يمكن تعريفه بما يكون، يؤثر في سلوكنا أكثر من الواقع نفسه. لذلك، فإنه ليس الطريقة التي تكون عليها الأشياء هي المشكلة، بل الطريقة التي نظنّ أنها تكون. فقط لأننا نظن أن شيئا ما هو كذلك، لا يعني أن هذا هو فعلا صحيح. الإدراك يشكّل كل شيء في حياتنا.

المشكل مع الإدراك هو أنه لا يؤثر فقط في الطريقة التي كانت عليها الأشياء و الطريقة التي تكون عليها، لكن في الطريقة التي سوف تكون عليها في المستقبل. إنها تحجزنا معطّلين لأننا نصرف وقتا كثيرا مدافعين على إدراكنا. دفاعنا يماهي غالبا حاجة مرضية للدفاع عن موقعنا. عندما نفعل هذا، فإننا عاجزون على اعتبار خيارات أخرى. أكثر طاقتنا هي مستعملة للتحضير للدفاع أو للردّ مثل لماذا الأشياء هي كما هي، و لماذا لا نستطيع التغيير.

إدراكنا للواقع يتشكّل من مصادر ثلاث: الوعي، الشطب، و التحريف. الوعي هو ما عُرّضنا له و ما بُرمجنا عليه من العالم الخارجي و الداخلي. التشطيبات هي تلك الأجزاء من الواقع التي تجاهلناها أو لم نجرّبها. الأمر مماثل لأن تكون معدّلا على ذبذبة راديو معيّنة ماحيا كل الذبذبات الأخرى. هذا لا يعني أن تلك الذبذبات لا توجد، إنه يعني فقط أننا لسنا واعين بها. التحريف هو المصفاة التي من خلالها نرى الواقع. إنها الافتراضات التي نقوم بها عن الأشياء مثل الحياة، الله، و ما عليه الآخرون. قراراتنا و أفعالنا هي معتمدة على هذه الافتراضات، و التي هي غالبا محرّفة عبر مصفاتنا للشطب (عدم امتلاك ما يكفي من المعلومات). تحريفاتنا و تشطيباتنا بالتالي تؤثر في وعينا بالواقع.

التحرّك من المستحيل إلى الممكن يتطلّب أن نغيّر وعينا. يمكننا أن نقوم بهذا عبر اختيار واع، أو قد يكون مفروضا علينا كنتيجة للأحداث في حياتنا. نحن نميل إلى النظر إلى الأشياء بشكل مختلف بعد طلاق، موت، خسارة مالنا، فشل في امتحان، أو خسارة عملنا أو تجارتنا. هذا ينال انتباهنا و يبدّل وعينا. سواء أحببنا ذلك أم لا، فإن هذه الأحداث هي مصححّة ذاتيا و تؤدّي بنا إلى تغيير تفكيرنا و سلوكنا.

ما نناضل من أجله هو الوعي المدرك عبر الاختيار. إنه التزام واع بتغيير وضعياتنا المستحيلة إلى فرص ممكنة. هدفنا في الحياة يستحسن أن يكون تحويل ما نعرفه إلى نتائج إيجابية. من أجل تحقيق نتائج إيجابية نحتاج إلى ترجيح قراراتنا لنرى إن كانت تخدم الآخرين و تخدمنا بطريقة إيجابية. هذا يتمّ من خلال الوعي و التصحيح الذاتي.

تغيير إدراكنا يتطلّب أيضا أن نكون منفتحين على التمدّد، لا أن نكون مجمّدين بالارتداد إلى حالة صلبة و مشدودة. في الوقت الذي نصطدم فيه بالخيبة، علينا أن نتفادى التضييق على كليتينا بالخوف. على العكس، علينا أن نفتح قنوات الإبداع كلّيا، سامحين بتزويد جديد من دائرة إمكانيات متمدّدة. لو أننا نتعطّل، نحتاج أن نعطي أنفسنا بعض الرعاية ثم ننطلق خارجا في رحلة نحو تزويد جديد. مناهج تحفيز الرحلة هي عديدة، تتضمن المشي، قيادة الدراجة، التمرين الرياضي، التأمل، تمثيل أفكارنا على الأوراق، و الاشتغال على أحلامنا.

التمرين الرياضي هو دامج ممتاز للدماغ الأيمن/الدماغ الأيسر لأننا نحرّك جسمنا البدني و في نفس الوقت ربّما نحسب أو نركّز بدماغنا الأيسر بطريقة ما. جِدْ ما ينجح معك الأكثر لإثارة نبوغك المبدع، الذي سيعطيك القوّة لتجاوز عقباتك.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s