انطلق باتخاذ قرار

اللاقرار هو أيضا قرار. الهدف من الاختباء داخل عدم الحسم هو أن تكون محقا دائما. ما دمنا لا نعرف ما الذي نريده، سوف لن نكون مخطئين أبدا، لن نرتكب أي خطئ أبدا، و من ثم فإننا لن نخيب أبدا. لقد تمت برمجتنا منذ الطفولة على عدم القيام بأخطاء. بأن نكون مترددين يمكن أن نبقى أطفالا. اللحظة التي نقرر فيها أن نتحمّل أعباء حياتنا هي اللحظة التي نغادر فيها المنزل حقا.

من الأسلم أن لا نتخذ قرارات، أن نبقى مستترين، طفوليين و أن نأخذ التعليمات من الآخرين. اتخاذ قرار دائما ما يبوح بشيء ما عنك. اتخاذ قرار يخبر الناس عـمّن تكون. و بالتالي، فإن اتخاذ قرار أساسا يفشي سرا كبيرا. إذا كان غرضك في الحياة أن لا تكشف عمّن تكون، فستبقى إذن مترددا دائما.

سبب آخر لعدم الحسم هو الخوف من أنه قد يتوجّب علينا أن نسلّم في شيء ما. مثلا، إذا أردت أن تأخذ عطلة إلى هاواي، سيعني هذا أنه عليك أن تسلّم في الذهاب إلى الباهاماس في نفس الوقت بالضبط. اختيار هدف واحد يعني أنه عليك التسليم في الآخر. لو أنك حسمت بشأن طريق معيّن، فهذا يعني أنه قد يتوجّب عليك التسليم في مسالك أخرى. هذا يعني أنه لا يمكن لك أن تكون كل شيء، أن تفعل كل شيء، و أن تحصل على كل شيء في نفس الوقت. هذا يعني أنه لا يمكن لك أن تُـرضي كل الناس. عندما تقوم باختيار، فإنك تخوض مخاطرة رفض قيم بعض الناس. يمكن أن يرَوْك كما أنت في الواقع، لا على الطريقة التي يريدونك أن تكونها. بكلمات أخرى، ليس مثلهم. إذن بالقيام بلا شيء، فإنك قادر على الاحتفاظ بمحبّة و استحسان ناس مختلفين قيمهم متناقضة فيما بينها، و ترددك يساعدك في تجنّب محاولة تسوية وضعيات لا يمكن بأي حال أن تُسوّى.

1 thoughts on “انطلق باتخاذ قرار

  1. التنبيهات: الكفاح | افــتـــح يا سمـسم

أضف تعليق