النزاهة كانت الأفضل دائما و دائما ستكون الأفضل. ممارسة النزاهة هو على أهميّة بالغة لتكون في موضع جذب الحظ الجيّد و النصيب الجيّد. للأسف، فإن العديد لا يستوعبون هذا، خصوصا إذا كان المال في الموضوع. الناس المخادعون يعتبرون أنفسهم محظوظين بصرف النظر عن الأسلوب الذي يتدبّرونه “للربح.” بالنسبة لهم، المعيار الحقيقي للحظ هو الثروة الماديّة. هم يبرّرون عموما أعمالهم بالإلحاح بأنه عالم ذئاب و “حوت يأكل حوت”، ممّا، طبعا، يجعل من الضروري لهم نيل مهما كان ما يستطيعون من أجل البقاء. في هذه الأيام، النزعة إلى اعتماد تكتيكات مخادعة لأغراض الكسب الشخصي هي واسعة الانتشار.
ففي حين أن جميعنا لدينا أفكارا مخادعة أحيانا، خاصّة عندما تشتغل أذهاننا وفق قالب “البقاء”، فإنه من السخيف الاعتقاد أن هناك أي كسب طويل المدى ليتحقّق بسلوك المخادعة.
تأمّل حياة سارق بنك مُدان. في سيرته الإجرامية، يمكن أنه قد سلب العديد من آلاف الدينارات من الآخرين لكن، في النهاية، فإنه قد سلب أكثر من نفسه. ماذا تفترض أنه سوف يكون الآن راغبا في الدفع من أجل أن يستردّ حريّته؟ بلا شك، كل مليم قد سلبه مطلقا، و الكثير الكثير إضافة لذلك.
لو أنك حاليا تعرف أفرادا مخادعين يبدو أنهم “ينالون كل شيء،” ربّما تعتبرهم محظوظين. لقد عرفنا كلّنا ناسا يظهر أنهم يحيون بترف في حين أن بقيّتنا تعمل طويلا و بمشقّة لما لدينا. ماذا لدينا؟ أفضل حتى، ماذا لدى الآخرين حتى نحسدهم عليه؟
كل يوم يعيشونه، فإن الناس المخادعين يضعون أنفسهم عرضة للوم الاجتماعي، المدني و الإجرامي. ثم أيضا، هم غالبا معذبون بطريقة بسيكولوجية و روحية. خلال مدة من الزمن، فإن خداعهم يدمّر قدرتهم على المحبة و الصداقة لأنهم يعتقدون بأنه لا أحد يمكنهم أن يأتمنوه حقا. أي شخص ذو طبع ملتو هو متيقن بأن يرى الآخرين على ضوء مماثل. لهذا السبب لوحده، فإنهم غبر ميّالين لأن يصبحوا قريبين من أي أحد، مما يتسبّب لهم حتميا في أن يقضوا حياة وحيدة و منعزلة.
بعد إعادة النظر، هل مازلت تعتقد أن الناس المخادعين لديهم أي أفضلية حقيقية؟ أو أي شيء تماما جدير بأن يُمتلك؟ ألا تفضّل عن ذلك أن تنام مرتاح البال ليلا؟ ألا تفضل أن تكون مُحاطا بالعائلة و الأصدقاء المحبوبين، آمنا بالمعرفة بأنه ليس لديك أي سبب شرعي لتبحث دائما أعلى من كتفيك؟ أنا متأكد أن الإجابة النزيهة لهذا هي، “نعم.”