الكفاح

وقع تكييفنا على الاعتقاد أنه من المفترض أن تكون الحياة صعبة. وهذا الكفاح يعني أنك شجاع وقوي.

الكفاح هو مثل القيام برحلة عبر البلاد في سيارتك مع فرملة مكابح الطوارئ فيها. قد تصل إلى حيثما تريد، ولكن محترقا في النهاية، وقد فاتتك معظم المشاهد الممتعة على الطريق.

كما يتضح، فإن “معركة الحياة” مفهوم مبالغ فيه كثيرا. نسمع حكايات ملهمة عن الأشخاص الذين “ناضلوا رغم كل الصعاب “، ليصبحوا ناجحين. في المقابل كم من مرة نسمع فيها بأشياء إيجابية عن ناس نجحوا دون أن يكافحوا؟

الكفاح هو مطحنة الحياة. الحاجة إلى الكفاح والجهد للحصول على ما نريده هو مجرد وهم، ومثل كل الأوهام الأخرى (أو الافتراضات) و بحكم طبيعتها فإنها تمنعنا من رؤية الحقيقة التي هي أمامنا مباشرة.

الكفاح هو محاولة إعادة ترتيب العالم بحيث ينسجم مع الطريقة التي تعتقد أنه يجب أن يكون عليها. و هذا هو أكبر مصدر للتعاسة في عالمنا اليوم.

يحدث ذلك عند التركيز على ما تتصور أنك لا تملكه، بدلا من أن تبني انطلاقا مما لديك.

 كفاح

نحن نعيش في زمن من التناقضات الصارخة. هناك ازدهار هائل للبعض مقابل فقر فظيع للآخرين. لدينا الكثير مما هو متوفر على ذمتنا، و رغم ذلك فنحن نواصل السعي من أجل المزيد والمزيد. فما الذي يحدث؟

يجب علينا تغيير النموذج المتبع و أن نبدأ في رؤية الوفرة كعقلية قبل كل شيء. الوفرة هي التيقظ لحقيقة أنك بالفعل الشخص الذي تتوق إلى أن تصبحه وأنه لديك بالفعل كل ما تحتاجه في هذه اللحظة. إنكار -أو بدقة أكثر مقاومة- من أنت حقا، هو ما يبقيك في حالة كفاح دائمة. الوفرة هي في محبتك لمن تكون و أينما تكون أنت. إنها تركز على كل ما لديك وليس على إضاعة نفسك في كل ما ليس لديك. في نهاية الأمر فهذه الفكرة هي التي تسمح لك بخلق أي شيء ترغب فيه.

فالتقدّم الباهر في الحياة لا يحدث عندما نكون متوترين. بل يقع عندما ندع الأمور تنصرف و نوقف الكفاح أخيرًا.

المقاومة هي في صميم الكفاح. على الرغم من أن ما نقوم بمقاومته يبدو كما لو أنه “في الخارج هناك “، فإن المقاومة هي في الحقيقة داخل كل واحد منا. و هذا هو بالضبط ما يقع: إذا كنت تقاوم أي شيء فأنت في الحقيقة تقاوم نفسك.

عندما نقاوم شيئا ما فإننا نزيد من حجم الكفاح في حياتنا وهذا بدوره يزيد من حجم القلّة و النقص الذي نعيشه.

عندما نقاوم، فنحن نجعل الأمور أكثر صعوبة مما يجب أن تكون.  بجعل الأمور صعبة علينا فإننا نخلق الكفاح ونطيل في المدة لنصير حيثما نريد أن نكون.
نحن نجعل الأمور معقّـدة لأننا نخشى أن نتخذ قرارا. و هذا يعود في جزء منه إلى خوفنا من المجهول – ماذا سيحدث إذا -، و في جزء آخر منه إلى الخوف من ارتكاب خطأ. العذر الذي أسمعه من معظم الناس هو أنها تخاف من اتخاذ القرار “الخطأ”. هناك خوف من أنه بطريقة ما سوف يبقون مقيّـدين بشكل دائم بعواقب خياراتهم.

لكن تأمّل في ما يلي لبرهة: ماذا إذا لم يكن هناك من خيارات “خاطئة”، و إنّـما توجد فقط “خيارات”. حتى لو أننا لم نتخذ الخيار الأفضل، فإننا سنهتدي إلى ما نحن بحاجة إلى أن نتعلّمه.

جميع الرياضيين العظماء أدركوا هذه الفكرة. إنهم يعرفون أن بوسعهم فقط أن يتوقّعوا الكثير، ولكن عليهم القيام بقرارات متواصلة و آنية في اللحظة التي ينشأ فيها أي وضع جديد.

إذن من لا يريد أن يوقف الكفاح؟ عدد من الناس أكثر مما يمكنك أن تتخيله.

 أنا كافحت لمعظم حياتي مع وهم الكفاح. قوّة أي وهم هي في مقدرته على إبقائنا نظنّ أن الوهم هو حقيقي.

عندما تتخلى عن الكفاح فإن ذلك يعني أيضا أن عليك أن تدع كلا من الماضي و المستقبل ينصرفا حتى يمكن لك تفعيل ما هو مطلوب في الوقت الراهن.

ليس عملك الشاق هو الذي يخلق النتائج، ولكن قدرتك على التخلي عن الكفاح و عن إجبار الأشياء على الحدوث.

التدفق يحدث عندما نقبل و نحتضن “ما يكون”. التدفق يحدث عندما نطلق أنفسنا من قبضتنا المميتة المرتكزة على المقاومة والإصرار، و بدلا من ذلك نتراجع خلفا و نقوم بأفعال أكثر وعيا.

التدفق هو عدم وجود مقاومة. إنه أمر سهل و غير مجهد.

السحر في الحياة هو في الاعتقاد في الإمكانيات المتاحة و التحرر في طريقك.

فمستوى نتائجك الحالي ليس سوى المتبقّي كنتيجة لأفكارك و مشاعرك و أفعالك الماضية. و ليس لهذا علاقة بما أنت قادر على أن تكونه أو بمن أنت قادر على أن تصبحه إلا إذا واصلت اتخاذ الخيارات نفسها.

 يمكن أن أقضي معك 15 دقيقة لأخبرك بما كنت عليه على مدى السنوات الخمس الماضية – ما كنت تفكر به، تشعر به و تعمل عليه. يمكنني أن أنظر إلى حسابك المصرفي، أعمالك التجارية الخاصة بك، جسمك، وعلاقاتك، فرحك أو نقصك في الفرح لنرى أين كنت قد ركّـزت اهتمامك، لأن نتائجك ليست أكثر من آلية ارتدادية.

فكّـر في النتائج الخاصة بك كما لو أنها مرآة. المرآة لا تحكم، فهي لا تقول إن شيئا ما هو جيّـد أو سيئ، صحيح أو خاطئ. هي لا تعدّل أو تحذف – المرآة فقط تعكس مهما يكن ما هو في مواجهتها.

  مرآتك الكونية الخاصة بك هي مفيدة جدا لأنك عندما تصل إلى فهم ذلك، فإنك إن حصلت على ما ترغب فيه، فستعرف حينها أنك تتقن لعبتك. و عندما يكون لديك أقل من النتائج التي تسرّك، فإن ذلك يعني ببساطة أن الكون قد عكس لك ما أنت في حاجة إلى ضبطه من أفكارك و مشاعرك ونقاط تركيزك.

 وباختصار، فإنها تتيح لك أن تعرف أنك خارج عن التدفق في تلك المجالات بعينها. ما من محاكمة في الموضوع. إنه فقط الكون يقول “مرحبا!” “هذا هو زواجك العاشر، ألن تستيقظ؟” أو “مرحبا!” “أنت مفلس مرة أخرى، هل أنت على استعداد لإيجاد  طريقة أفضل للبقاء في تدفق و فيض من الوفرة؟ “

 لا تثبط أبدا من نتائجك دون السارّة. استخدمها كجرس إنذار إن كنت على غير انسجام ثم استخدم ما أنت بصدد تعلّمه كي تضع نفسك مرة أخرى في التدفق و تعود إلى الانسجام مع الكون. عند هذه النقطة يجب أن تستدير الأمور لصالحك.

كلما تحيى أعلى، كلما تكافح أقل

مرحبا!

كم هو سهل بالنسبة لك أن تشعر حقا بالرضا؟ انظر حولك الآن و لاحظ محيطك. هل يعجبك ما تراه أم أنك ترى ما لا يعجبك؟

ما هو شعورك عن نفسك الآن؟ أيمكنك أن تقدّر حقا نفسك اليوم، و أنت تعلم أنه قد يكون هناك جوانب ترغب في تحسينها؟

كلما تحيى أعلى في مستويات الإدراك، كلّما كان من المرجح أن تشعر بالرضا. هذا صحيح لأنك كلّما كنت مدركا و قادرا أكثر على اتخاذ خيارات جيدة، كلّما كنت مقبوضا أقل في الكفاح. كلّما تحيى في مستويات إدراك أعلى، كلّما تشعر أكثر بالثراء، ليس فقط من حيث الموارد المالية، ولكن أيضا من حيث الرضا الشخصي.

الرضا

أن تكون راضيا هو عمل داخلي. ليس هناك من مبلغ مالي أو سلعة مادية يمكن أن تمنحك الشعور الداخلي بالرضا. لم يتم تعليمنا لنشعر بالرضا. يتم تعليمنا و تدريبنا من وسائل الإعلام على ابتغاء المزيد.

اليوم لا تطارد الرضا. اجلس هادئا للحظة و دعه يتدفق من داخلك، كالتيار الذي يطفح من تحت الارض.

هذا اليوم سوف يجلب لك وعيا جديدا، درسا أو تجلّـيّا بأنك تحرز تقدّما – إن كنت تبحث عن ذلك! مهما كان كبيرا أو صغيرا، سجّله رجاء في “يوميّة الشاهد” الخاصة بك. سوف يستغرق الأمر لحظات قليلة فقط وسوف يضعك أوتوماتيكيا في التدفق.

عظمتك تعتمد على هذا ( و هذا فقط )

لماذا يكافح الكثير منا؟ لأننا قد نسينا من نكون.

من نكون هو ذاتنا الحقيقية و الأصيلة التي هي دائما مرتبطة و واحدة مع مصدر الطاقة. من ناحية أخرى، من نعتقد أننا نكون هو كيف نظهر في الحياة. إذا كنا بصدد الكفاح فلن نصبح أبدا من نكون. دع الأمر يثبت للحظة.

من نعتقد أننا نكون يأتي من الاستماع إلى الأشخاص الآخرين بدلا من الاستماع إلى أنفسنا. لجزء كبير من حياتي صدّقت ما أخبرني الآخرون بأن أصدّقه. تعلمتُ باكرا أن ما يعتقده الآخرون عني هو أكثر أهمية مما أعتقده عن نفسي. على الأقل هذا ما اعتقدته.

العيش في التدفق و العيش في الوفرة هو حول التركيز على من تكون و على ماذا تستطيع أن تفعل في هذه اللحظة. إنه ليست حول من لا تكون، ما لا تستطيع فعله، وما لا تمتلكه.

من تكون هو كل شيء. إنه الشيء الوحيد الذي يهم حقا لأن كل شيء يتوقف على قدرتك على أن تكون نفسك، وللقيام بذلك يجب أن تصبح مدركا بشكل وثيق بالاعتقادات الخاطئة التي لديك عن نفسك وعن الطريقة التي تعمل بها الحياة.

عندما تحيى في التدفق و في انسجام مع مصدر الطاقة فإنك تعلم مسبقا ما تحتاجه. الناس الذين يعيشون في التدفق و الانسجام هم أكثر من مفكرين إيجابيين فقط – إنهم جذب في الحركة.

Your greatness !

هم يتقبّلون أن الحياة ليست دائما سهلة و لا تتبع دائما مسارا مستقيما و مريحا. لقد تركوا الحياة تتكشف من خلالهم بدلا من وضع حياتهم في صندوق من التوقعات.

عظمتك لا تعتمد على أي شيء تنجزه. أنت لا تحتاج لإثبات أي شيء لأي شخص – حتى لنفسك. أنا هنا لأخبرك شيئا واحدا – أنت و كل من أتى في اتصال معك هو عظيم بالفعل. لتحيى عظمتك، يجب أن تعرف من تكون و يجب أن تفعل ما تستطيع فعله في هذه اللحظة. لا شيء آخر مطلوب.

الحقيقة…

مرحبا!

الحياة لا تأتي مع ضمان لاستعادة المال و مع ذلك فإن الكثير منا يودّون لو أن ذلك يقع. الناس متيقنون بأنهم سيُبقون على وظائفهم. هم متيقنون بأنهم سيعيشون حياة طويلة و صحية. البعض الآخر قد يكونون موقنين بأنهم سيفقدون وظائفهم أو يمرضون ويموتون في شبابهم. اليقين يأتي في أشكال كثيرة ولكنه نادرا ما يطابق الحقيقة.

الحقيقة هي أن لا شيء هو يقيني. الحاجة لليقين هي الحاجة للأمان. هذا هو قوام كل دين. وبما أننا لا نحب حالة اللايقين، فإننا نختار أن نعتقد في شيء نشعر أننا نستطيع أن نكون متيقنين بشأنه، رغم أنه ليس لدينا أي دليل منطقي أنه صحيح.

السبب هو أن واحدا من الأشياء التي تخيف أكثر الناس هو العيش في اللايقين. مع ذلك، أنت لا تستطيع تحديد و لو واحد من جوانب حياتك بيقين تام. حتى متى سوف تموت، أو ما قد يتبع ذلك، هو غير يقيني. في أحسن الأحوال، تبقى مسألة تخمين.
قد يجادل البعض بأنه في حال أن لا شيء يمكن الاعتماد عليه فلماذا الانزعاج في المحاولة. من أجل المضي قدما في الحياة، فإن كثيرا من الناس بحاجة إلى امتلاك إحساس باليقين بشأن النتيجة. ولكن هذا النوع من اليقين هو وهم.

لسوء الحظ، فإن أكثر الناس يفضّلون أن يكونوا متيقنين بشأن شيء غير مؤكّد. هم يفضلون قبول وجهة نظر لم يسبق لهم التحقق منها بأنفسهم من أن يعيشوا مع اللايقين. وهذا هو الأساس لجميع الأديان.

الدين يلبّي حاجتنا إلى اليقين. بغض النظر عن تعاليم أي دين، لا يمكن لأحد تقديم دليل على أن ما يعلّمه هو الحقيقة. و الدليل الوحيد هو في الكتب المقدسة، الوحي، و الكتابات الممنوحة من الله حصريا إلى كل دين. و، بالطبع، كل واحدة هي مختلفة. ما يطلبه المعلّمون الدينيون من أتباعهم هو أن يستبدلوا النقص في البرهان بالإيمان.

اليقين هو شكل من أشكال الانفصال – عن الحقيقة و عن أنفسنا. عندما نشعر بأننا متيقنون بشأن شيء ما، فنحن منفصلون عن التدفق الطبيعي للحياة.

اليقين هو الحلم الهارب أبدا لأكثر الناس.

Still certain?

ما الذي في الحياة هو يقينيّ؟ هناك جزء منك – لديك ذاتك الأصلية – هي لامتغيّرة. هذا الوعي النقي هو يقيني في حين أن كل شيء آخر هو غير مؤكّد، زائل و وهمي. ولكن كيف تكتشف أو تجرّب هذا الوعي النقي اللامتغيّر؟
من خلال التحقّق.

إذا كنت متيقنا من شيء – أي شيء في هذا الشأن – فإنك تضع على الفور غلافا على هذا الشيء. هذا لا يمكن أن يتغير. أنت لن تدعه يتغيّر لأنك إذا قمت بذلك، ستصير مخطئا في يقينك. ولكن جميع الأشياء، ما عدا شيئا واحدا، تتغيّر.

الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو من تكون – ذاتك الأصلية أو ما يسمى عادة الوعي. الوعي هو ما يبقى عندما يتم تجريدك من جميع المفاهيم، الاعتقادات، القيم، العادات وطرق التفكير. و بعبارة أخرى، كل أفكارك، مفاهيمك، اعتقاداتك و مثلها سوف تتغيّر مع مرور الزمن. إذا كان هذا صحيحا فلم إضاعة الوقت في محاولة أن تكون على يقين؟

بواسطة التحقّق كيف ولماذا تحصل على نتائج معيّنة في حياتك تتعلم عن اعتقاداتك والأنماط التي تخلق بها تلك النتائج. ثم من خلال قوّة ذهنك، يمكنك أن تشكّل بوعيٍ أنماطا جديدة. الحاجة إلى اليقين يتم استبدالها بنمط “تعلّم” مسترخي.

هل يمكنك تخيل عالَم لا شيء فيه يتغير ؟ سيكون قطعا بائسا. التحقّق هو العادة التي تقودنا خارج ذلك البؤس.
تحدّي اعتقاداتنا هو صحي دائما، لأنه يؤدّي بنا إلى مستوى جديد من الوعي. إذا كنا نعتقد أننا نعرف، فنحن لا نعرف . فقط عندما نكون على استعداد للاعتراف بأن هناك احتمال بأننا لا نعرف، يمكننا أن ننمو و نتعلم أكثر من الحقيقة. يأتي هذا من خلال العيش في اللايقين.

من خلال اللايقين أنت تنتقل من كونك خبيرا لتكون دارسا. كل ما في الحياة، كل التجارب، كل شخص وكل شيء يصبح معلّما لنا.

لأني أستحق أن أكون

منذ سنوات عديدة قام نائب الملك في نابولي، دوق “أسونا”، بزيارة إلى برشلونة في إسبانيا. في الميناء في ذلك الوقت كان مطبخ سفينة للأشغال الشاقة (القادس) ممتلئا بالمحكوم عليهم بالتجذيف، فذهب الدوق إلى القادس و دعا كل سجين و طلب منه ماذا كان يفعل هناك، و لماذا وجد نفسه في الأعمال الشاقة يجذب المجاذيف كعبد مُدان، و استمع إلى القصص المأساوية التي حكوها.

الرجل الأول قال بأنه كان هناك لأن قاضيا قد قبل رشوة من أعدائه وأدانه زورا. الرجل التالي الذي تحدث إليه الدوق قال إن أعداءه قد دفعوا إلى الشهود ليتحدثوا زورا ضده و هذا هو السبب لكونه هناك. الرجل الثالث قال بأنه قد تمت خيانته من قبل أفضل صديق له كان قد فرّ من العدالة و تركه واقعا في شراكها، و أخيرا بعد ذلك أنصت الدوق إلى ذاك الرجل الذي قال: “مولاي، أنا هنا لأنني أستحق أن أكون. أردت المال و قد سرقت محفظة و أستحق ما أعانيه الآن.” كان الدوق مندهشا تماما لهذا والتفت إلى قبطان سفينة العبيد وقال: “هنا كل هؤلاء الرجال الذين هم أبرياء، إنهم هنا لقضية ظالمة و هنا هذا الرجل الخبيث في الوسط. دعنا نفرج عنه خوفا من أن يصيب الآخرين “. الرجل الذي اعترف بخطئه تم فيما بعد تحريره والعفو عنه، في حين أن أولئك الذين واصلوا تبرير أنفسهم عادوا إلى المجاذيف و عادوا إلى القادس.

الأشغال الشاقة

هذه قصة حقيقية و هي واحدة مثيرة للاهتمام لأن هذا بالضبط ما يحدث في حياتنا. نحن نقوم ببعض الأخطاء في التقدير ومن ثم نمضي عبر الحياة في محاولة لتبرير أنفسنا، بدلا من أن نقبل بأننا ببساطة قد قمنا بخطأ.   نحن نلوم شخصا آخر، نلوم الظروف، بدلا من القول: “أنا أمتلك السيادة على حياتي. أنا الوحيد الذي لديه أي قوة في عمليات ذهني وما فكّرت به هو ما جلب لي أين أنا في هذه اللحظة بالذات. أنا مسؤول عن أفكاري و بتغيير تفكيري، أستطيع تغيير حياتي.” اللحظة التي يبلغ فيها أي واحد منا هذه اللحظة من الحقيقة، فإننا نكون أحرار من استعباد قادس هذه الحياة، أحرارا لنعيش الحياة التي كانت لنا كل الوقت.

انظر إلى الوراء بشأن حياتك الخاصة. تعرّف على عمليات النمو. تعلم أن تغفر لنفسك و أن تحب نفسك رغم أخطائك. اقبلها. اغفرها. أحب نفسك بسببها و ستكون معفيا من الأشغال الشاقة للحياة و حرا في العيش، كما عرفت دائما كيف عليك أن تحيى، في سعادة و سلام و صحة مثالية. هذا كلّه يبدأ مع تحمل المسؤولية عن ماضيك و حاضرك و مستقبلك.