أكثر الوضعيات المستحيلة التي نمر بها هي نتيجة اختياراتنا السابقة، لا ظروفنا. الحاصل الإجمالي لحياتنا هو مرتبط بالاختيارات التي قمنا بها. كما ذكرنا سابقا، فإن الأشياء لا تقع فقط لنا. في المقابل، فإن اختياراتنا ليست كلّها نتيجة إدراك واع. في العديد من المرات نحن فقط نتصرّف وفق اعتقادات و قيم خاطئة.
من المدهش أننا نستطيع أن ننجو من كل هذا، بما أن بعض العواقب يمكن أن تلقي بحياتنا في الفوضى أو حتى تكون خطرة. بالنسبة للعديد من الناس، فإن الحياة هي ليست مسألة عيش، إنها فقط مسألة نجاة من عواقب اختياراتهم. الضرر هو أنه إذا ما نجونا من عواقب اختياراتنا، فإننا سنكون أقل قابلية للتغيير. بدلا من ذلك، فإننا نقبل بعواقب اختياراتنا الرديئة بينما نعيش الحياة في قالب البقاء. النجاح، السعادة و الفرحة الداخلية، في المقابل، لا يمكن تجربتها إذا كنا نعيش في قالب البقاء.
كل اختيار نتخذه إما أن يحرّكنا أقرب أو أبعد عن حيثما نريد أن نكون. كل تقدّم في الحياة، سواء كان فرديا أم جماعيا، يأتي من خلال قوّة الاختيار. يمكننا أن نختار إما أن نبقى في الماضي أو نتحرّك نحو المستقبل. في معظم الأحيان، فإن الحل هو بداخلنا، و لكننا فقط لا نعمل عليه. قانون السكون يدخل في اللعبة. من الأصعب تحريك شيء راكد من واحد له زخم صغير.
إيجاد نفسك في وضعيات مستحيلة يمكن أن يتم تحويله إلى تجربة إيجابية. اعتبرها فرصة مفاجئة أو نداء صحوة يخوّلك أن تتحرّك من حيثما أنت إلى أينما تريد أن تكون. علينا أن نبدأ بتعويض نمط التفكير، “هذه هي الطريقة المقصود بها أن تكون،” أو “هكذا أنا،” ب “إلى حد الآن، هكذا كنت،” أو “إلى حد الآن، هكذا كانت الأمور.”
عندما نمرّ بأوقات صعبة وأخيرا نحلّ المشكل، فإننا نحتاج إلى أن نحفظ الدرس، لكن أن نلقي بالتجربة. بكلمات أخرى، ركّز على ما تعلّمته من حلّ المشكل بدلا مما حدث لك. عوض تكرار المرة تلو الأخرى ما قد فعلوه، قالوه، كيف فعلوه لك، أو كيف كانت الحياة ظالمة، ركّز على الحل و كيف يمكنك أن تتفادى هذا النوع من الوضعيات ثانية. أدرك الآن أنك أكثر حكمة و قدرة على معالجة مشاكل مماثلة لو ظهرت.
بأن نأخذ المبادرة على تغيير قدرنا، فإننا نقطع حلقة تكرار تجاربنا السابقة المرة تلو الأخرى. اللحظة التي نقرّر فيها أننا السبب و لسنا النتيجة، فإننا نكسب القوّة للتحكّم في قدرنا. إن لم نفعل، فإن التاريخ سييبقى فقط يكرّر نفسه إلى أن نستوعب الدرس.