ملخص العام

أعلم أن العام لم ينته بعد. و لكني سرُرت اليوم كثيرا عندما فتحت موقع “افتح يا سمسم” لأجد “ووردبراس” يهنئني بسنتي الأولى معه. أسعدني الأمر أكثر عندما فتحت صفحة الإحصائيات لأجد أن عدد القراءات في سنة واحدة قد تجاوز 3900 قراءة أي بمعدل 10 قراءات يوميا.

Statistics

القراء هم من كل بلدان العالم تقريبا و أولها السعودية و تونس ثم الولايات المتحدة.

Countries

أما عن المقال الأكثر قراءة فهو:  “قانون المغناطيسية الذهنية” بما يناهز 1000 قراءة، يليه: “لماذا تريد تغيير عالمك“.

best articles

و الآن لعلّك تتساءل: لماذا أشاركك مثل هذه المعلومات؟

في الواقع، ما أردت استخلاصه أن تجربة الكتابة باللغة العربية في موضوع التنمية البشرية كانت جد ممتعة و مفيدة لي و لغيري. و لكنها لم تكن مثمرة. و السبب هو أني أصرف وقتا بدون أي مقابل.

النشر في موقع مجاني لووردبراس لا يمكّن كاتبه من كسب المال من تآليفه. و لا هو يمكّنه من الوصول إلّا إلى عدد ضعيف من القراء. مثلا، 10 قراء يوميا لموقعي يعد ضئيلا جدا، و هو بالمناسبة لم يكن ممكنا لولا أني تواصلت مع الأصدقاء في الخليج عبر التويتر!

ما تعلّمته من هذه التجربة هو أن كسب المال من خلال تبادل معرفتي هو تعبير عن المحبّة. فالوقت الذي أصرفه لتحصيل المعرفة و تأليفها هو ما أقدّمه للآخرين، و ما يقدّمه الآخرون لي في مقابل ذلك هو اهتمامهم و شكرهم، و قد يكون ذلك عبر المال أو عبر نقرة “أعجبني”. نظرتنا للمال هي ما يجب تغييره. فهو وسيلة للشكر، وسيلة للوقت. بعبارة أخرى، يتيح لك المال مساعدة من هم حولك. كما أنه يسمح لك أن تفعل ما تحب القيام به، لتحقيق غرض حياتك. انه يشتري أيضا الحرية والوقت. ما إن تمتلك ما يكفي من المال، لن تكون بحاجة للتضحية أكثر بالحرية والوقت الخاص بك في أشياء لا تدعم نواياك الإبداعية، أو في أي شيء يجعلك تعيسا أو يترك لك شعورا بعدم الاكتمال.

طموحي هو أن أطوّر تجربتي. و لهذا قرّرتُ أن أفتح مواقع أكسب من خلالها جهدا و وقتا و حريّة بنشر ما أهتم به و أعرفه. و بما أن عدد القراء العرب هو هزيل، و بما أن المردود المالي لنقرة القراء العرب هو ضعيف، و بما أن المستشهرين في المواقع العربية هم قلّة، فإن الكتابة باللغة العربية لا تبدو خيارا مطروحا لي الآن.

أنا مسرور بإنجاز الأمس، و لكن عندما نحاول أن نعيش على أمجاد الأمس، نموت اليوم. فكّر في ذلك!

2 thoughts on “ملخص العام

  1. *لم ينتهِ.

    لجني المال، يمكن بالفعل تجربة الكتابة بالانكليزية او الفرنسية، و جمع كتاب كامل و نشره مثلا عبر Amazon. لكنك لن تحصل على الفئة نفسها من القراء. هذا لا يهمّ، مادام ـ بحسب قولك هنا ـ القارئ هو آخر من تفكر فيه. انت أهمّ من القارئ، يجب أن تكافأ، يجب أن تجني المال ثمنا لاتعابك. الناس في الغرب يشترون، لهم الأموال و يشترون، فقدم لهم بضاعتك، و دعك من اللغة العربية، و الكتابة العربية، و الحروف العربية، و الشعوب العربية التي لم تتعلم بعدُ كيف “تشكر” الكاتب ..

    • مرحبا. كالعادة، ألاحظ أنك لم تتغيّر: أنت تبني مواقف اعتمادا على افتراضات غير صحيحة. كيف استنتجت أن القارئ هو آخر من أفكر فيه -خاصة و أني أشدد هنا على رغبتي في مشاركة معرفتي و تجربتي مع الآخرين؟ غريب حقا. ثم كيف عرفت أني أهم من القارئ؟ إذا كان القارئ سيستفيد مما أقدّمه له ألا يصبح هو الآخر مهما؟ فكيف استطعت أن تقارن بيننا و عرفت من هو الأهم؟ و من قال لك أني لست بصدد الحصول على مكافأة؟ إذا كنت قد انتبهت جيّدا، سترى أني أجد في “إعجاب” الآخرين و استفادتهم حتى من هذا الموقع البسيط مكافأة. و من قال لك إني أتحدّث عن “بيع” بضاعة يشتريها الناس في الغرب؟ ألم تنتبه أني أتحدّث عن نقرات القراء لإعلانات المستشهرين، و هذه بالمناسبة خدمة يوفّرها غوغل لكل اللغات، و لكن مردوديّتها هزيلة باللغة العربية للأسباب التي ذكرتها. و الآن، بدل شيطنة سلوكي و كيل التهم و كأنك تترصّد أخطائي لتوجّهني إلى سواء السبيل، أما آن لك أن تقيّم و تعدّل من سلوكك الفظ و تحسن الظن بالآخرين؟ و أخيرا فإن مهمّتي هي أن أستمتع بحياتي و أتطوّر بينما أقوم بما أريد فعله حقا، و هي ليست إنقاذ اللغة العربية و لا الكتابة العربية و لا الحروف العربية و لا الشعوب العربية… و إن كنتَ قد اخترت مهمّة المنقذ، فهنيئا لك !
      “They’re not masochistic; they have another belief that even if being a savior will not get them the recognition they want and will not make them happy, it is the noble thing to do. They believe they are somehow better then others because they help people all the time without getting anything back.”
      http://www.peopleskillsdecoded.com/savior-complex/

أضف تعليق