الحقيقة…

مرحبا!

الحياة لا تأتي مع ضمان لاستعادة المال و مع ذلك فإن الكثير منا يودّون لو أن ذلك يقع. الناس متيقنون بأنهم سيُبقون على وظائفهم. هم متيقنون بأنهم سيعيشون حياة طويلة و صحية. البعض الآخر قد يكونون موقنين بأنهم سيفقدون وظائفهم أو يمرضون ويموتون في شبابهم. اليقين يأتي في أشكال كثيرة ولكنه نادرا ما يطابق الحقيقة.

الحقيقة هي أن لا شيء هو يقيني. الحاجة لليقين هي الحاجة للأمان. هذا هو قوام كل دين. وبما أننا لا نحب حالة اللايقين، فإننا نختار أن نعتقد في شيء نشعر أننا نستطيع أن نكون متيقنين بشأنه، رغم أنه ليس لدينا أي دليل منطقي أنه صحيح.

السبب هو أن واحدا من الأشياء التي تخيف أكثر الناس هو العيش في اللايقين. مع ذلك، أنت لا تستطيع تحديد و لو واحد من جوانب حياتك بيقين تام. حتى متى سوف تموت، أو ما قد يتبع ذلك، هو غير يقيني. في أحسن الأحوال، تبقى مسألة تخمين.
قد يجادل البعض بأنه في حال أن لا شيء يمكن الاعتماد عليه فلماذا الانزعاج في المحاولة. من أجل المضي قدما في الحياة، فإن كثيرا من الناس بحاجة إلى امتلاك إحساس باليقين بشأن النتيجة. ولكن هذا النوع من اليقين هو وهم.

لسوء الحظ، فإن أكثر الناس يفضّلون أن يكونوا متيقنين بشأن شيء غير مؤكّد. هم يفضلون قبول وجهة نظر لم يسبق لهم التحقق منها بأنفسهم من أن يعيشوا مع اللايقين. وهذا هو الأساس لجميع الأديان.

الدين يلبّي حاجتنا إلى اليقين. بغض النظر عن تعاليم أي دين، لا يمكن لأحد تقديم دليل على أن ما يعلّمه هو الحقيقة. و الدليل الوحيد هو في الكتب المقدسة، الوحي، و الكتابات الممنوحة من الله حصريا إلى كل دين. و، بالطبع، كل واحدة هي مختلفة. ما يطلبه المعلّمون الدينيون من أتباعهم هو أن يستبدلوا النقص في البرهان بالإيمان.

اليقين هو شكل من أشكال الانفصال – عن الحقيقة و عن أنفسنا. عندما نشعر بأننا متيقنون بشأن شيء ما، فنحن منفصلون عن التدفق الطبيعي للحياة.

اليقين هو الحلم الهارب أبدا لأكثر الناس.

Still certain?

ما الذي في الحياة هو يقينيّ؟ هناك جزء منك – لديك ذاتك الأصلية – هي لامتغيّرة. هذا الوعي النقي هو يقيني في حين أن كل شيء آخر هو غير مؤكّد، زائل و وهمي. ولكن كيف تكتشف أو تجرّب هذا الوعي النقي اللامتغيّر؟
من خلال التحقّق.

إذا كنت متيقنا من شيء – أي شيء في هذا الشأن – فإنك تضع على الفور غلافا على هذا الشيء. هذا لا يمكن أن يتغير. أنت لن تدعه يتغيّر لأنك إذا قمت بذلك، ستصير مخطئا في يقينك. ولكن جميع الأشياء، ما عدا شيئا واحدا، تتغيّر.

الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو من تكون – ذاتك الأصلية أو ما يسمى عادة الوعي. الوعي هو ما يبقى عندما يتم تجريدك من جميع المفاهيم، الاعتقادات، القيم، العادات وطرق التفكير. و بعبارة أخرى، كل أفكارك، مفاهيمك، اعتقاداتك و مثلها سوف تتغيّر مع مرور الزمن. إذا كان هذا صحيحا فلم إضاعة الوقت في محاولة أن تكون على يقين؟

بواسطة التحقّق كيف ولماذا تحصل على نتائج معيّنة في حياتك تتعلم عن اعتقاداتك والأنماط التي تخلق بها تلك النتائج. ثم من خلال قوّة ذهنك، يمكنك أن تشكّل بوعيٍ أنماطا جديدة. الحاجة إلى اليقين يتم استبدالها بنمط “تعلّم” مسترخي.

هل يمكنك تخيل عالَم لا شيء فيه يتغير ؟ سيكون قطعا بائسا. التحقّق هو العادة التي تقودنا خارج ذلك البؤس.
تحدّي اعتقاداتنا هو صحي دائما، لأنه يؤدّي بنا إلى مستوى جديد من الوعي. إذا كنا نعتقد أننا نعرف، فنحن لا نعرف . فقط عندما نكون على استعداد للاعتراف بأن هناك احتمال بأننا لا نعرف، يمكننا أن ننمو و نتعلم أكثر من الحقيقة. يأتي هذا من خلال العيش في اللايقين.

من خلال اللايقين أنت تنتقل من كونك خبيرا لتكون دارسا. كل ما في الحياة، كل التجارب، كل شخص وكل شيء يصبح معلّما لنا.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s