تعريف الانتقاد هو الإشارة إلى خطأ. يُعرف هذا أيضا بالارتجاع السلبي. وهذا يثير السؤال لماذا لديك ارتجاعا سلبيا من أصله؟ نحن نفضل الحصول على المديح والثناء لأنه يجعلنا نحسّ بشعور جيّد. فلماذا يكون الانتقاد إطلاقا؟
أنا متأكد أنك كطفل قد لعبت لعبة حيث يخبّئ شخص ما شيئا في الغرفة. ثم لديك شخص يغادر القاعة، وعندما يعود إليها، كنت تعطي رسالة “ساخن” أو “بارد” كلما كان ذلك الشخص أقرب أو أبعد من الشيء المخبّئ. لذلك نحن بحاجة إلى التوازن؛ الساخن والبارد؛ الإيجابي والسلبي. الانتقاد هو تجربة تعليمية فعّالة. الناس الناجحون في هذا العالم ليسوا أولئك الذين يتجنبون الأخطاء أو الهفوات. إنهم أولئك الذين يتعلّمون منها. و كلنا يخطئ. هنري فورد، في اختراع السيارات، قام بخطأ كبير في المرة الأولى – تركها بدون ماشي للوراء!
لدينا جميعا بعض المشاكل في الرد على الانتقاد. الانتقاد يميل إلى إثارة العديد من المشاعر العاطفية القوية، من الشعور بالذنب والاستياء إلى الغضب الصريح. وهناك ثلاث طرق للتعامل مع النقد. لاحظ أي طريقة تقع فيها عند تقبّل الانتقاد. رد الفعل الأول هو المواجهة. بقول، “أنا لا أريد أن أسمع عن ذلك،” أنت تنكر الانتقاد؛ تُسقطه و تحاربه. لو انتقدك شخص ما ، قد يكون ردك، “أنت خارج عن عقلك” أو “احتفظ بآرائك لنفسك،” في هذه الحالة أنت تحارب الانتقاد.
الطريقة الثانية للتعامل مع النقد هي الهروب. عندما تستخدم الهروب، أنت تقول، “لا تنتقدني، لأنني لا أستطيع أن أواجه الأمر، لا أستطيع مناقشة هذا الأمر،” و ربّما قد تفكّر، “كيف يمكن أن أكون غبيا إلى هذا الحد؟” أو “أنا لم أفعل أي شيء على صواب.” ربّما تبدأ في البكاء أو تصبح عاجزا بسبب ذلك.
الآن قد يبدو أن الهروب هو عكس المواجهة – المواجهة هي عدوانية والهروب هو جُبن – ولكن في الواقع لديهما قواسم مشتركة أكثر مما قد تدرك. في كلتا الرّديْن أنت تنكر الانتقاد. في قول، “أنا لا أريد أن أتحدث عن ذلك،” سواء كان من خلال الدموع أو العدوان، أنت تنكر المسألة. هذان التفاعلان هما على حد سواء رفض لفحص الحقيقة.
رد الفعل الثالث هو أن تقيّم. من هنا كنّا قد نُصحنا من الرموز الأبويّة لدينا بأن نكون موضوعيين و منفتحي الذهن. المشكلة هي أن التقييم هو أسهل في القول من فعله. عندما تقول لي بأن أكون موضوعيا، كيف يمكنني التوجه للقيام بذلك؟ هنا بعض الخطوات لتقييم الانتقادات.
1. اسأل نفسك، “ماذا يمكنني أن أتعلم من هذا الشخص؟” هناك شيء يمكن تعلمه إذا كنت تبحث عن ذلك.
2. اتفق مع جزء من الانتقادات. لو فعلتَ ذلك، هذا ما سوف تحققه: سوف تسمح للشخص بأن يعرف بأنه قد أُنصت إليه. بذلك تخرج من كل الجدل الدائر حول، “أنت لم تكن تستمع لي.” لقد أشرتَ، “نعم، لقد عالجتُ ذلك التعليق ذهنيا” أنت تقبل،” أنا لست مثاليا و يمكن لي أن أقيم بعض التحسينات “. عند القيام بذلك، فأنت تأخذ الريح من أشرعتهم. لو تقول، “أنت تعرف أن هناك بعض الحقيقة في ما كنت تقول لي عن ذلك، ” فإنه لم يعد لديك من خصم بعد.
3. تأكد بأنك تفهم الانتقادات. في كثير من الأحيان يتمّ انتقادنا، و ليس واضحا حقا ما يكون الشخص يقصده. هذا لأن النقد يُساق بمصطلحات معمّمة بدلا من المصطلحات السلوكية. انه واقع أن الانتقاد غالبا ما يُصاغ بطريقة ليست مفيدة جدا. إذا كنت لا تفهم الانتقاد، سائل الشخص في هدوء، في نبرة الصوت الباحثة عن المعلومة، وليس بواحدة مهدّدة. سائل هذا الشخص لمعرفة ما يعنيه بالضبط. الآن، يصعب أن تفعل ذلك إذا كان لديك ردة فعل مواجهة، لذلك ذكّر نفسك أنك يجب أن تسأل سؤالا واحدا. قل له؛ “أخبرني المزيد عن وجهة نظرك”.
4. خذ بعض الوقت و قل: “أود أن أفكر في ذلك ومن ثم سأتصل بك مرة أخرى صباح الغد.” أعط نفسك وقتا لهضم الانتقاد قبل الرد.
5. حلّل و توصّل إلى الوقائع. صناع القرار الجيدين يحلّلون الوقائع أولا.
6. عدّل السلوك الخاص بك إذا قررتَ ذلك. كثير من الناس يشعرون أنهم يُجبرون على التغيير عندما يُنتقدون، ولا عجب أنهم يردّون بالمواجهة. لكن هذا هو قرارك. ضع في اعتبارك ما يمكنك أن تتعلمه من الانتقاد.
التنبيهات: لماذا ينبغي أن نبدي النقد؟ | افــتـــح يا سمـسم