ذات مرّة أخبرني أحد ما بأن تعريفه للعمل هو أي وقت تقوم فيه بشيء، لكنك تفضّل لو أنك كنت تقوم بشيء ما آخر. لدى أكثر الناس العمل هو هكذا تماما: القيام بشيء ما لا نريد القيام به لكسب المال لتعويضنا على الوقت الذي صرفناه حتى نستطيع أن نفعل أو نشتري الأشياء التي سوف تجعلنا سعداء. بالنسبة لي، السعادة هي أن تحب ما تقوم به و أن تحصل على أحد ما آخر ليدفع لك كي تقوم به.
عندما كنت طفلا، ربّما سُئلت، “ما الذي تريد أن تكونه عندما تكبر؟” ماذا كانت إجابتك؟ هل كانت شيئا ما متأتيا من داخلك تريده حقا، أم أنه شيء ما أحسست أن الكبار يريدونك أن تقوله؟ هل انتقيت مسارك الجامعي أو المهني لأن ذلك ما أردت حقا أن تقوم به، أم أن الآخرين هم من اختاروا لك؟
مؤشّر هام على ما إذا كنت سعيدا أم تعيسا يكمن في السؤال، “ما الذي تريد أن تكون؟” الأكثر ترجيحا، إجابتك لم تكن حول ما أردت أن تكونه، و لكن ما أردت أن تقوم به. بسبب هذا فإن كثيرا من الناس هم تعساء في وظائفهم و مهنهم. لقد خلطوا بين الفعل و الكينونة. هويّتنا هي مربوطة بما نفعله عوضا عمّا نكونه. من أجل هذا نقدّم أنفسنا كمهندسين، أطبّاء، و مبرمجي حواسيب.
ما الذي يحفّزك للذهاب للعمل كل يوم؟ هل هو البقاء، الأمن، التقليد، المكانة، السلطة، أم النجاح؟ هل هو الإبداع و الاكتمال؟ المشكل الذي نواجهه هو أننا نتاجر بالطاقة الكاملة لحياتنا كل يوم. ليس هناك شيء في حياتك أكثر قيمة من الوقت الذي تركته. أنت لا تستطيع أن تضع الكثير من الانتباه و الأهميّة للطريقة التي تستثمر بها تلك اللحظات. انطلق بتعقّب طاقة حياتك. بكم تقايضها الآن بالضبط؟ اكتب التكلفة الحالية من الوقت و المال للمحافظة عل أسلوب حياتك.
عاملان اثنان يظهران عندما تقوم بما تحبّه. واحد، أنت متحفّز لأنك تفي بشغفك، و اثنان، لأن عملك هو متعة، يبدو الأمر كما لو أنك تحصّل معيشة بدون عمل. شغفك بعملك يُلهم تحفيزك، جاعلا من عبارات فرض أو عمل تختفي فيما يبدو من معجمك.
بدل أن نسمح لأنفسنا بأن نكون مُحفّزين بالخوف، النقص، و تأثيرات خارجية أخرى، نحن نستطيع أن نكون أوتوماتيكيا مُحفَّزين بالدفع الباطني لشغفنا، الذي يجعل أي شيء نفعله يبدو هيّنا. عندما يكون شغفنا بصدد الإيفاء، فإننا نضع قلبنا في عملنا. عندما نضع قلبنا فيه، فإننا لسنا مدفوعين بالتزامات خارجية؛ نحن مدفوعون بتفانينا الذاتي في ما نحبّه.
هدف كل فرد يستحسن أن يكون الامتياز، ليس الكمال. دين سيمونتون، مؤلّف كتاب “العبقرية، الإبداع و القيادة”، يشير أن الأخطاء هي جزء عادي في سيرورة العباقرة الذين خلقوا الامتياز، “العباقرة العظام قاموا بالآلاف من الأخطاء. هم يولّدون العديد من الأفكار و يرضوا أن يكونوا مخطئين. لديهم نوع من الحصانة الداخلية التي تسمح لهم بأن يفشلوا و يواصلوا فقط المضي قدما.”
لاحظ معادلة الفوز التالية:
القدرة × الجهد = النتائج
ثمّ دوّن أنها لا تقول
القدرة × الكمال = النتائج
إنها تقول الجهد. دوّن أيضا أن القدرة هي امتلاك الحكمة لعدم إضاعة الجهد.
محاولة مناهج جديدة و التمدّد أبعد من أيّما كانت حدودنا السابقة يفتح الباب لديناميكيّات العبقرية المبتكرة. الإخفاقات الصغيرة، مثل الميتات الصغيرة، تخبرنا متى نغيّر الاتجاه. ما لا يشتغل يقودنا إلى أفكار جديدة و يعطينا الفرصة لمحاولتها. في النهاية، سوف نجد الطريق الأفضل. بالتالي، سوف نكون أكثر نجاعة على المدى الطويل، و سوف نكون حتى أكثر نجاعة في كل مرّة نستعمل اكتشافنا الجديد المرّة تلو الأخرى.