أنت لا تستطيع تحسين ذاتك

بإمكانك أن تواجه هذا الواقع: ما من أمان بين المهد و اللحد. الأمان الوحيد الذي لديك و لديّ هو قدرتنا على خلق و صنع نتائج. لو لم نكن مقيّدين بالاعتقاد بأنه لا يستحسن بنا القيام بأخطاء، فإن اللايقين لن يكون مشكلا. قمتُ بالكثير من الأخطاء في حياتي. البعض منها كان ضخما جدا. و لكن ذلك هو جزء من عملية النموّ. أنا أعتزم القيام بالمزيد من الأخطاء، و أنا متأكد بأن البعض منها سيكون حتى أضخم.

قد يساعدك أن تعرف أن الطائرة تصرف تسعين بالمائة من وقتها في الغلط. نحتاج إلى إمعان النظر في هذا. إذا تمكّنت من أن ترى أنك تستطيع أن تجلب طائرة من تونس إلى باريس، حتى لمّا كانت في الغلط تسعين بالمائة من الوقت، ربّما تتمكّن من أن تكون أقل انتقادا لنفسك. ربما سوف تسمح لنفسك بأن تكون في الغلط. مركب شراعي لا يستطيع أن يصل من حيث هو إلى حيثما يريد أن يكون بالتحرّك في خط مستقيم. عليه أن يتعرّج. إذن فمن حيث الصراط الحقيقي، فهو دائما في الغلط. ما هو مهم عن الطائرة و المركب الشراعي هو أن الأخطاء تلغي بعضها.

تعلّم هذا السر الكبير عن الحياة – هو أن الحياة هي حول القيام بتصحيحات. المشكل هو أن الناس هم حساسون بشكل بالغ بشأن تصحيحهم. الطريقة التي بها نتجاوب مع التصحيح هي الانعكاس لاحترامنا الذاتي الخاص بنا.

لو أنك ستنظر إلى حياتك، فإنك سترى أنه مهما حدث لك، فإنه سيكون هناك دائما علامة تحذير، و لكنّك أجّلت إلى الدقيقة الأخيرة للقيام بتصحيح. ربّما كنت متخوّفا من القيام بأغلاط، من أن تكون مخطئا، من فقدان استحسان أحد ما أو من أن تظهر كالأبله. الفشل، في الناحية الأكبر، ليس النتيجة لنقصنا في القدرة، و لكنه نتاج رغبتنا عن الملاحظة، التقييم، و التحرك بشكل صحيح وفق علامات الخطر في وضعية مُعطاة –قبل أن تصير تلك الوضعية خارجة عن السيطرة. نحن غير مختلفون في الجوهر عن الطائرة. أن تكون في الغلط يعني أن تكون خارج الصراط. ما هو مهم ليس أننا خارج الصراط، و لكن إذا ما كنا سنقوم بالتصحيح الذي يُستلزم القيام به.

أكثرنا لا يقوم بالتصحيحات لأننا جد مشغولين بحماية أنا-نا. أكثر إخفاقات الناس هي منتجات تبرير أنفسهم و حماية أنفسهم عندما يستحسن بهم أن يصحّحوا أنفسهم. رغبتنا في أن لا نكون في الغلط و في أن لا نصحّح هي مصدر معظم إخفاقاتنا. الناس الناجحون هم مثل الطائرة. هم يريدون أن يحيوا في الغلط، و هم يريدون أن يصحّحوا. في الجزء الأكبر، فإن المشاكل التي نواجهها هي نتيجة الانتظار إلى الدقيقة الأخيرة لفعل ما يُستلزم فعله. ما تناله من الفشل هو التجربة بأنك لست على ما يُرام. حسنا، ليس صحيحا بأنك لست على ما يُرام.

  Oops_road_sign-post

أنت لا تستطيع تحسين من تكون –ذاتك الحقّة أو ذاتك الأعلى التي هي مثالية روحيا. أنت تستطيع، في المقابل، تحسين أدائك. بسبب الجهل فإنك ستقوم بأخطاء. ثم ماذا؟ كل ما عليك فعله هو القيام بتصحيحات. تذكّر: أنت لست نتائجك. تعلّم أن تفصل ذاتك مما تحصل عليه و مما تفعله. كن متأكدا بأنك واضح بشأن هذا، لأنك إن لم تكن، فسوف تعاني لبقية حياتك. مسؤوليتك هي فقط أن تواصل التصحيح عندما تخرج منحرفا عن الصراط، لأنه مهما كثر حصولك على الأشياء، فإنك ستكون منحرفا عن الصراط أكثر الوقت.

الناس الناجحون هم ناس مشغولون باستمرار بالقيام بأشياء لا يدرون كيف يقومون بها بتأكّد. و هذه هي المغامرة عندهم. هم لا يعرفون ما سيحمله المستقبل. كل ما يعرفونه هو أنهم ملتزمون بسبيل، و سيفعلون مهما كان عليهم فعله للوصول إلى المرحلة الموالية، التي توصلهم إلى المرحلة الموالية، التي توصلهم إلى المرحلة الموالية، و هكذا دواليك. الناس الغير ناجحين يعيشون فقط مرعوبين و مجمَّدين بالخوف من اكتشاف أنهم في غلط أو أنهم يقومون بخطأ.

اتخذ القرار لمرّة واحدة و نهائيا بأنك لن تكون واحدا من أولئك الناس. انظر إلى الإخفاقات التي حصلت عليها في حياتك و لاحظ كيف كنت مهتما بأن تكون مصيبا، أن تبدو جيّدا، أن تحمي نفسك و أن لا تقوم بخطأ أكثر مما كنت مهتما بالقيام بتصحيح. بشكل ما تم تلقيننا مفهوم أن كل ما علينا فعله هو الوصول إلى النقطة حيث سنكون بارعين كفاية بحيث أننا لا نفشل. ما أريد أن أخبرك به هو أن الخيار ببساطة هو غير متاح لك. الأمر شبيه بمحاولة الأكل لمرّة واحدة و نهائية. هذا لا يمكن أن يصير.

كلّما كنت ناجحا أكثر، كلّما قمت بأخطاء أكثر. الناس الذين لا يفعلون أي شيء، لا يقومون بأخطاء. بدل أن ينطلقوا و يلتزموا بصراط من الأعمال، هم يسمحون لأنفسهم بأن يكونوا مجمَّدين. هم يظنّون أنه طالما أنهم لا يفعلون أي شيء، فهم آمنون. على الرغم من أن هذا قد يكون صحيحا، فإن الثمن الذي يدفعونه لعدم تحقيق أحلامهم هو بعيدا جد مرتفع.

One thought on “أنت لا تستطيع تحسين ذاتك

  1. التنبيهات: كلما تحيى أعلى، كلما تكافح أقل | افــتـــح يا سمـسم

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s