من السهل القول إنه يجب لوم الآخرين، و لكن هذا النوع من التفكير يضعنا في عبودية لأنه يضع حدودا لحريّتنا و يجعلها رهينة الآخرين. تعديل تفكيرنا يتضمّن الفصل بين ما نتحصّل عليه و ما نفعله و بين ما نكونه داخليا- الفصل بين “الفاعل” و “المفعول”. السرّ هو في أن نحيا في هذا العالم و لكن ليس أن نترك العالم يحيا فينا. نريد سفينتنا في الماء، و لكننا لا نريد ماءًا في سفينتنا. عندما يكون الماء في سفينتنا، فإننا نبدأ في الغرق، و علينا أن ننزح الماء كالمجانين حتى نبقى على السطح. المشكل هو أننا كثيرا ما نجد أنفسنا مغمورين في ماء من النتائج الماديّة التي كنا قد خلقناها في حياتنا. و حالما نصبح مغمورين في الماء فإننا لا نعرف أي طريقة أخرى للتصرّف حيالها سوى أن نحاربها و أن نحاول تغيير أحوالنا.
قبل أن أذهب إلى أبعد من هذا، دعني أسألك: ” لماذا تريد تغيير عالمك؟”. في كل مرّة نحاول فيها تغيير أيما كان يجري حولنا، سواء كان تجارتنا، عملنا، الحكومة، أفراد عائلتنا، زوجنا أو مهما كان، فإننا نعمل تحت وطأة وهم أن هؤلاء الناس و هاته الأحداث تقوم بشيء ما لنا. في الواقع، ما نحتاج إلى فعله هو تغيير تجربتنا في العلاقة بها.
الناس و الأحداث لا تفعل أي شيء أبدا لنا. هي فقط تقدح الأحاسيس التي هي بداخلنا سابقا، لا غير. لو أننا نعود إلى المبدأ الأصلي للحياة فإننا سنفهم أن لا شيء يحدث في العالم من دون أن نسمح له بذلك في مستوى عميق من وعينا. ما يقع لك هو النتيجة لما تعتقده، و أحيانا فإن تلك الاعتقادات هي عميقة جدّا- خفيّة و غير واعية. مهما يكن ما يجري بداخل قلوبنا فهو في تماه جوهري مع تجاربنا الخارجية. أعرف أن هذا المبدأ يعسر تقبّله لأن هناك أشياء في حياتك لا تريدها بشكل واع. في المقابل، فإن حقيقة الموضوع هي أنه هناك نوع من الحاجة الدفينة و اللاواعية و هي التي أنت بصدد إرضائها.
تخيّل شخصا حزينا جالسا في بيته قائلا: ” أريد أن أغيّر حياتي”. هذا الشخص يجدّد زخرفة و تزويق المنزل. ثم يجد أنه مازال حزينا كما كان من قبل. فيجدّد الزخرفة و التزويق عدّة مرّات أخرى، ليحسّ مع ذلك أنه ما من تغيير في نفسه. هل تعرف ناسا يعتقدون أنه بإمكانهم تغيير مستوى سعادتهم بتغيير مشهدهم الخارجي؟ أين قاموا بالخطأ؟ أين يمكن أن يصلحوا أنفسهم؟
إن كنت تريد أن تكون صادقا تماما مع نفسك و أن تلقي نظرة جيّدة إلى ما يجري في حياتك، ستكتشف مالذي يحدث في الحقيقة. و بناءًا عليه فإنه من المعقول أنه إن حاولنا و كنا ناجحين في تغيير النتائج الخارجية، و لكن دون أن نغيّر المسبّب الداخلي، فإننا فقط سنخلق نفس التجربة مرّة أخرى.
إن كنت غير عارف بعد لما ستفعله، فإن تمشّي التقييم الذاتي هو مسار جيّد جدّا لتجد نفسك. سيساعدك على فهم أن تمشّي التفكير الآلي و الميكانيكي لا يمكن أن يرتقي فوق مستواه المحدود. إن كنت غير متأكّد مما ستفعله أو لديك قلق و انشغال ما، لا تحاول البحث عن التخلّص من القلق. فقط ابق حيثما أنت و دعه يخبرك بشيء ما غير عادي، و سوف يفعل ذلك.
إذن فالحقيقة عنك هي أنك لستَ ما تحصل عليه، و لستَ ما تفعله. أنتَ كُــلٌ روحي، كامل و مثالي، و نجاحك و سعادتك في الحياة ستكون في تناسب مباشر مع قدرتك على قبول هذه الحقيقة عن نفسك.
التنبيهات: ملخص العام | افــتـــح يا سمـسم